الجيش الإسرائيلي لا يعتزم التحقيق “جنائيا” في مقتل “أبو عاقلة”
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الخميس، أن قسم التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لا يعتزم فتح تحقيق جنائي، في حادثة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة.
وقال المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، إن المدعية العسكرية العامة في الجيش الإسرائيلي اللواء يفعات تومر يروشالمي، امتنعت عن إعطاء أمر للشرطة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بالتحقيق في حادثة مقتل أبو عاقلة.
وأوضح أن السبب الرئيسي لذلك، هو أنه “لا يوجد اشتباه بوقع عمل إجرامي”.
وتابع أنه حسب شهادة الجنود، فإنهم “لم يروا الصحافية أبو عاقلة على الإطلاق، ونيرانهم كانت موجهة صوب المسلحين، الذين كانوا في مكان قريب منها”.
وتوقع هرئيل أن أحد أسباب هذا القرار، هو اعتقاد قيادة الجيش الإسرائيلي بأن مثل هذا التحقيق، من شأنه أن “يثير الغضب المعارضة والجدل داخل الجيش والمجتمع الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن اليمين الإسرائيلي انتقد خلال السنوات الأخيرة، بشدة، كل قضية يتم فيها فتح تحقيق ضد الجنود الإسرائيليين.
ورجّح هرئيل أن قرار عدم فتح تحقيق جنائي قد يثير انتقادات من واشنطن.
ولفت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، قال لعائلة الصحفية أبو عاقلة، الحاملة للجنسية الأمريكية إن واشنطن “ستطلب تحقيقا مناسبا في مقتلها”.
وأشار هرئيل إلى إن مقتل أبو عاقلة حظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، وأثار إدانة شديدة ضد الجيش الإسرائيلي والسياسة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وأضاف أن مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم رئيس الوزراء وقائد أركان الجيش، أعربوا عن أسفهم على وفاتها، مشيرا إلى أن إدارة بايدن انتقدت إسرائيل وطالبتها بـ”توضيحات”.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد قال إن تحقيقا أوليا خَلُص إلى إنه لم يستطع تحديد ما إذا كانت الإعلامية أبو عاقلة قد قتلت بنيران إسرائيلية أو فلسطينية.
والأربعاء 11 مايو/أيار الماضي، قُتلت أبو عاقلة (51 عاما) جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال عملية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واتهمت كل من شبكة “الجزيرة” والسلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل أبو عاقلة، فيما أعلنت إسرائيل عن فتح تحقيق وقالت إنها “لا تستبعد أي فرضيات”.
**إدانة فلسطينية
من جانبها، أدانت فلسطين، الخميس، ما أوردته هآرتس.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إنها تدين “بأشد العبارات ما أورده الإعلام العبري بشأن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم قيام الشرطة العسكرية التابعة له بالتحقيق في جريمة إعدام الصحفية أبو عاقلة”.
وأضافت أن قرار الجيش جاء “نتيجة فشله في إخفاء أدلة إعدام أبو عاقلة”، وأنه تجاهل “عشرات الشهادات الحية والأدلة ونتائج التشريح وغيرها من القرائن التي تدين جيش الاحتلال”.
وحمّلت فلسطين الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جريمة إعدام الشهيدة أبو عاقلة”.
وحذرت “من مغبة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى إغلاق الملف” واعتبرتها “بمثابة جريمة جديدة ترتكب بحق أبو عاقلة”.