طنجة.. افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول المواد النانوية وعلوم الأغشية

افتتحت، اليوم الأربعاء بطنجة، أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول المواد النانوية وعلوم الأغشية في مجالات المياه والطاقة والبيئة، مع التركيز على مجال تحلية المياه وإعادة استخدامها، وذلك بحضور ثلة من الخبراء والجامعيين والباحثين المغاربة والأجانب.

ويلتئم خلال هذه التظاهرة العلمية، التي تنظمها الجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه بشراكة مع مختبر المواد والأغشية والبيئة بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية التابع لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ومختبر المواد المتقدمة وهندسة العمليات بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، خبراء وطنيون ودوليون، بالإضافة إلى الفاعلين في القطاعين العام والخاص، الذين سيبحثون آخر مستجدات البحث العلمي، وكذا إنجازات المغرب في تسخير تكنولوجيا تحلية مياه البحر.

في كلمة بالمناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه ومدير مختبر المواد والأغشية والبيئة بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية التابع لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، سعد علمي يونسي، أن هذا الحدث العلمي يجمع حوالي 160 مشاركا من 15 بلدا، ضمنها الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وتونس ومصر والسنغال ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والسعودية، لمناقشة القضايا المرتبطة بالمواد النانوية وعلوم الأغشية في مجالات المياه والطاقة والبيئة، وكذا تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، فضلا عن تبادل الخبرات والممارسات الجيدة التي طوروها في المجال، بهدف إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لمواجهة ندرة المياه.

وأشار السيد يونسي إلى أن نحو 70 طالب باحث بسلك الدكتوراه يشاركون في هذا اللقاء العلمي من أجل الاستفادة من التجارب التي طورها علماء وباحثون لهم صيت دولي، وتعزيز وتطوير معارفهم في مجال علوم الأغشية، مبرزا أن كل المقالات العلمية المقدمة خلال أشغال هذا المؤتمر، والبالغ عددها 50 مقالا، 30 منها أنجزها طلبة مغاربة في سلك الدكتوراه، سبق لها أن ن شرت في المجلة الدولية (تحلية ومعالجة المياه) desalination and water treatment ، المصنفة ضمن قاعدة البيانات العالمية للمراجع والبحوث (سكوربيس) Scorpus .

وتابع أنه “من أجل مواجهة الإجهاد المائي المتكرر الذي يعاني منه المغرب، اعتمدت المملكة خطة استراتيجية للعمل 2020-2027 ترتكز أساسا على استخدام موارد المياه غير التقليدية، وخاصة تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها، مسجلا أن تحلية المياه التي كانت محصورة لفترة طويلة في جنوب المغرب، أضحت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد بقدرات إنتاجية كبيرة وبشكل متزايد.

في سياق متصل، أوضح مدير مختبر المواد والأغشية والبيئة بكلية العلوم والتقنيات بالمحمدية أن تحلية المياه كانت في البداية مخصصة لتوفير المياه الصالحة للشرب وللمجال الصناعي، إلا أنه تجري الآن تعبئتها بشكل متزايد لتلبية الحاجيات الزراعية (أكادير، الداخلة والدار البيضاء)، مشيرا إلى أن هذا النمو يستلزم، من حيث الاستدامة، وضع رؤية متكاملة في مجال تحلية المياه، تدمج أبعاد تطوير البحث العلمي وتطوير القدرات.

من جهته، أفاد رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء محمد الطالبي، بأن هذا المؤتمر العلمي يروم مناقشة إشكالية الماء من وجهة نظر علمية وتقنية، وتحسيس الساكنة والعلماء والمسؤولين بضرورة إيلاء أهمية خاصة لمعالجة هذه الإشكالية، من اجل إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة في مجال تدبير المياه، والتحضير الجيد للتحديات المرتبطة بالماء والتغير المناخي.

وقال السيد الطالبي إن “المغرب بفضل الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يسير في الطريق الصحيح”، مسجلا أن المملكة اعتمدت مخططا استباقيا بعيد المدى من خلال، على الخصوص، تعزيز تطوير العرض من خلال إنجاز السدود، وتعزيز الربط بين مختلف النظم المائية، والنهوض بالمياه غير التقليدية، لاسيما تحلية مياه البحر وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي.

من جانبه، اعتبر محمد التاقي، أستاذ بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن حدة الإجهاد المائي تتزايد بشكل كبير في المغرب، ما يستدعي اللجوء للحلين المتمثلين في تحلية مياه البحر وإعادة استعمال مياه الصرف الصحي المعالجة.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء العلمي، الذي يتواصل على مدى يومين، موائد مستديرة وورشات علمية تناقش مواضيع من بينها ” “التقدم المحرز في تطوير أغشية السيراميك منخفضة التكلفة، من خلال مختلف تطبيقات معالجة المياه “، “وتحلية المياه في السياسة المائية الوطنية”، و “قنوات المياه الاصطناعية والأغشية الحيوية لتحلية المياه”.

زر الذهاب إلى الأعلى