كندا.. مهرجان أوتاوا السينمائي يحتفي بالمغرب
في أجواء سينمائية وموسيقية تخللتها عروض تسلط الضوء على فن الطبخ والصناعة التقليدية والمنتجات المحلية المغربية، إلى جانب باقة من الأنشطة الترفيهية والترويجية الأخرى للمغرب كوجهة سياحية، استعاد مهرجان أوتاوا للفيلم (2-10 يونيو)، وهو حدث ثقافي وفني كندي مرموق، بريقه هذه السنة بإحياء الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وكندا.
وهكذا، تم تسليط الضوء، بالعاصمة أوتاوا وعلى مدار ثلاثة أيام، على المكون المغربي وثراء تنوعه الثقافي، في إطار هذه التظاهرة السينمائية التي تأتي كتجسيد للشراكة الثقافية القائمة بين التمثيلية الدبلوماسية للمملكة ومنظمي هذا الحدث الثقافي في كيبيك الذي يستقطب آلاف الأشخاص سنويا.
وفي إطار فعاليات الفن السابع، تمكن الجمهور من متابعة العديد من الأفلام الروائية والقصيرة المغربية، بحضور متميز للمخرجين المغربين نبيل عيوش ومريم توزاني على وجه الخصوص.
وفي هذا الصدد، قدم نبيل عيوش، الذي عاد لتوه من مهرجان كان السينمائي، فيلمه الروائي الأخير (علي صوتك) “Haut et fort, Casablanca beats”، الذي يروي قصة فتيان وفتيات من حي شعبي في الدار البيضاء، يحاولون، بتشجيع من معلمهم، الوافد الجديد إلى المركز الثقافي، تحرير أنفسهم من ثقل تقاليد معينة ليعيشوا شغفهم ويعبروا عن أنفسهم من خلال ثقافة الهيب هوب.
وقال عيوش، الذي تسلم بهذه المناسبة الجائزة الذهبية للمهرجان من يد الرئيس المؤسس لهذه التظاهرة الثقافية، ديديه فاري، إن “المغرب بلد متميز وملهم، ويحفز على الابتكار السينمائي”.
وبتعاون مع سفارة المملكة والمركز الثقافي المغربي في مونتريال، قدم المنظمون لرواد المهرجان رحلة حقيقية عبر المغرب وثقافته، حيث تم نصب خيمة لتكون بمثابة مكان لتذوق الشاي ومختلف الحلويات المغربية، وتصفح كتب عن المغرب، وكذا الحصول على نقش بالحناء على الطريقة المغربية.
كما تمكن رواد المهرجان من الاستمتاع بأجواء السوق والمدن العتيقة المغربية من خلال العديد من الأكشاك التي نصبت على شكل خيام تعرض المنتجات المحلية بما في ذلك منتجات الصناعة التقليدية المغربية وغيرها من المنتجات الراسخة في الثقافة المغربية.
وفي كلمة لها أمام جمهور المهرجان، بمن فيهم نواب على مستوى الاتحاد والمقاطعات وسفراء وممثلون عن الأوساط الثقافية والفنية والإعلامية، سلطت سفيرة المملكة، السيدة سورية عثماني، الضوء على مساهمة المخرجين المغاربة الذين “بفضل مواهبهم، وتنوع المواضيع الاجتماعية التي تم تناولها والبراعة التقنية التي يتميزون بها، استطاعوا أن يقدموا للسينما المغربية تطورا جميلا وهادئا على مدى الثلاثين عاما الماضية”.
وقالت الدبلوماسية إن “الثقافة والفنون بشكل عام هما أداة فعالة للاحتفاء لكونهما يزيلان الحواجز ويساهمان في التقريب بين الشعوب من مختلف الثقافات والمجتمعات”، مشيرة إلى أن المملكة “تفتخر بثرائها الحضاري والثقافي المتنوع”.
كما أشادت السيدة عثماني بالشراكة مع إدارة مهرجان أوتاوا السينمائي و”الحماس والاهتمام اللذين عبر عنهما جمهور كيبيك وكندا عموما تجاه المغرب والثقافة المغربية”.
وقالت “إن الثقافة تتمتع بهذه القدرة، خاصة في الأوقات المضطربة التي نعيشها، لتجعلنا نحلم ونسافر، وتجعلنا ننسى مخاوفنا، واختلافاتنا، لأنها تساعدنا على إعادة التركيز على القيم التي توحدنا”.
وخلصت السفيرة إلى القول “إننا ننمو، كالسلام والعيش المشترك والحوار بين الثقافات والأديان والمجتمعات، وهي قيم يتشبث ويدافع عنها جلالة الملك والشعب المغربي قاطبة، على غرار الكيبيكيين والكنديين”.
وبالموازاة مع عرض 80 فيلما في إطار المهرجان والتي تمثل حوالي 40 دولة، قام منظمو المهرجان أيضا بعرض كبسولة ترويجية تحت عنوان “المغرب، أرض الأنوار”، والتي شكلت موضوع الحملة السياحية الأخيرة التي أعدها وروج لها المكتب الوطني المغربي للسياحة في جميع أنحاء العالم.