افتتاح الدورة 36 لملتقى الأندلسيات بشفشاون وسط تطلعات لإنعاش القطاع الثقافي والسياحي بالمدينة

افتتحت مساء الجمعة، فعاليات الدورة 36 لملتقى الأندلسيات بشفشاون، المنظم إلى غاية 26 من يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وبالمناسبة، أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه المدير الجهوي للثقافة بطنجة-تطوان- الحسيمة، كمال بن الليمون، أن حرص الوزارة على تنظيم هذا الملتقى بشفشاون العريقة يندرج ضمن المساعي الجادة للاسهام في إنعاش القطاع الثقافي والسياحي بها، مما ينميها اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، ويعزز إشعاعها الرمزي وطنيا ودوليا، مثلما هو تثمين لدورها التاريخي في صيانة الموروث المغربي الأندلسي في مجال الموسيقى والانشاد.

وأكد الوزير أن مكانة هذه الدورة من هذا الملتقى الذي ينظم لأكثر من ثلاثة عقود “تعتبر علامة دالة على الهوية والانتماء إلى ثقافة مغربية مخصوصة”، معتبرا أنها “أصلت الولع وازدهرت معها مهارات الموسيقى الأندلسية.”

كما شدد على أن ملتقى الأندلسيات بشفشاون يعد واحدا من أعرق المهرجانات الموسيقية بالمغرب، وأكثرها عراقة وأصالة، ودفاعا عن فكرة ترسيخ المحافظة على قيمة الفن الأندلسي والطموح إلى الرقي بتعابيره وأداءاته الموسيقية، وبالتالي مدها بأجيال جديدة.

بدوره، أوضح المدير الاقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بتطوان، أحمد اليعلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ما يميز هذه الدورة هو تأكيد الاستمرارية ليبقى الملتقى راسخا، بعد التوقف الاضطراري، بسبب جائحة كورونا لمدة سنتين، مبرزا في هذا السياق أن من شأن هذه الملتقيات، سواء بشفشاون أو مدن أخرى، دعم الفرق والأجواق الممارسة وإعطاء الأهمية اللازمة لهذا التراث الأصيل الذي يعتبر من مكونات الهوية والثقافة والحضارة المغربية الأصيلة.

وسجل أن هذه الدورة تشهد استضافة فرق جديدة للمشاركة أو تلك التي مضى على آخر مشاركة لها أكثر من 3 سنوات، إلى جانب مشاركة جوق الفرح النسوي للطرب الأندلسي برئاسة الفنانة فاطمة الزهراء ميلود من تطوان، وذلك في إطار الحرص على فسح المجال للعنصر النسوي للاسهام في الحفاظ على تراث الموسيقى الأندلسي وتلقينه للأجيال الصاعدة من المبدعات لحمل المشعل.

وتميز حفل افتتاح الملتقى السنوي الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الثقافة، بتعاون مع عمالة إقليم شفشاون والمجلس الإقليمي، والجماعة الحضرية، بتقديم سهرة فنية متميزة بالقصبة الأثرية، أحيتها ثلاثة أجواق قدمت باقة من وصلات أروع أغاني الموسيقى الأندلسية الخالدة.

وقدم جوق البارودي لطرب الآلة برئاسة طارق الحسوني من سلا، شذرات من نوبة الرصد، بدوره أنشد جوق المعهد الموسيقي بشفشاون، برئاسة الفنان العياشي الفاسي، شذرات من نوبة الاستهلال، في حين أتحف الجمهور في آخر فقرة من السهرة، جوق رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي، برئاسة الفنان سعيد بلقاضي، من طنجة، عبر شذرات من نوبة عراق العجم.

وفي تقليد سنوي دأبت عليه الوزارة، عرفت فقرات الافتتاح تكريم رائدين من رواد الموسيقى الأندلسية على الصعيد المحلي والوطني، وذلك تقديرا لمسارهما الفني ودورهما الرائد، ومساهمتهما في خدمة الموسيقى الأندلسية، عبر حفظ الصنائع الأصيلة وتلقينها لأجيال من الشباب المولع، وبهذه المناسبة تسلم الفنان القدير ابن مدينة شفشاون الأستاذ محمد الذهبي وأيضا الرائد الحاج محمد الزكي من الرباط، أدرع التكريم، اعترافا بمسارهما الفني، والذي بصماه بتميز في هذا النوع من التراث الأندلسي الغنائي سواء في تكوين أجيال من الشباب في العزف والإنشاد الاندلسيين بالمعهد الموسيقي، أو فرق موسيقية.

وضمن فقرات الملتقى، احتضن رواق السيدة الحرة معرضا توثيقيا حول ملتقى الأندلسيات بشفشاون، والذي ضم وثائق وملصقات وصور فوتوغرافية نادرة، توثق لأقوى لحظات هذا المهرجان العريق طيلة ثلاثة عقود، قام بتجميعها وتوثيقها المهتم بالتراث المحلي والتحف الشفشاونية محمد البوقديدي.

وتتواصل فعاليات الملتقى، الذي يختتم يوم الأحد، بتنظيم سهرات فنية أندلسية يشارك فيها عدة أجواق، من بينها جوق محمد بنزكري للموسيقى الأندلسية برئاسة الفنان محمد بنزكري، من الدار البيضاء، وجوق المعهد الموسيقي برئاسة الفنان الحسن مزوز، من القصر الكبير، وجوق الفنان محمد ابريول للموسيقى الاندلسية من فاس، و جوق الرباط / سلا لموسيقى الآلة برئاسة عبد الكريم اكديرة، من الرباط، وجوق محمد العربي التمسماني برئاسة الفنان محمد الأمين الأكرامي من تطوان.

زر الذهاب إلى الأعلى