مسافرون بمطار ابن بطوطة تحت القطرات المطرية: انتظار مذل يكشف عيوب التنظيم ويهدد صورة طنجة العالمية

مطار ابن بطوطة الدولي بمدينة طنجة، بوابة شمال المملكة وعنوان الانفتاح على العالم، يعيش وضعية لا تليق بمكانته كمنشأة يفترض أن تعكس صورة مشرقة عن المغرب، خاصة مع الاستعدادات لاستقبال مباريات كأس العالم في المستقبل القريب. المشهد الذي شهده المطار يوم أمس يعكس حجم التحديات التي يواجهها في تدبير تدفق المسافرين والعمليات الأمنية والجمركية، حيث بات الانتظار الطويل والمشقة العنوان الأبرز لتجربة السفر عبر هذا المرفق الحيوي.

تحت زخات المط ر، وقف المسافرون في طوابير طويلة أمام المطار، بانتظار دورهم للمرور عبر نقاط التفتيش الأمنية أو الجمركية. المشهد كان محبطًا، حيث وجد العشرات من الأشخاص، بينهم أطفال وكبار سن، أنفسهم في مواجهة مع سوء التنظيم ونقص الترتيبات التي تحميهم من الظروف الجوية القاسية. بدت الطوابير كأنها امتداد لمعاناة يومية يتعرض لها مستخدمو المطار، حيث أصبح الانتظار والازدحام أمورًا مألوفة تُضاف إلى مشقة السفر.

الوضع الذي شهده المطار لا يعبر فقط عن خلل مؤقت، بل يكشف عن تحديات هيكلية تتعلق بقدرة المطار على الاستجابة لتزايد أعداد المسافرين، خاصة مع اقتراب استحقاقات رياضية كبرى تجعل من طنجة وجهة عالمية للزوار والمشجعين. في ظل هذه التحديات، يبرز التساؤل عن مدى استعداد البنية التحتية للمطار ومرافقه لاستيعاب الضغوط المتزايدة وتحقيق تجربة سفر مريحة وآمنة.

المسافرون الذين وجدوا أنفسهم تحت المطر في انتظار دخول المطار عبروا عن استيائهم البالغ. تحدث البعض عن غياب أي تنظيم فعّال أو تدخل لإدارة الأزمة بشكل سريع، فيما اعتبر آخرون أن هذا المشهد يسيء إلى سمعة المدينة التي تسعى لتقديم نفسها كوجهة عالمية. من المؤسف أن يضطر الأشخاص إلى الوقوف في طوابير طويلة وسط ظروف غير إنسانية في مكان يفترض أن يكون عنوانًا للراحة والخدمات المتطورة.

تداعيات هذا الوضع لا تقتصر على الإزعاج الشخصي للمسافرين، بل تمتد لتؤثر على صورة طنجة كمدينة تستعد لاستقبال فعاليات عالمية. ما جرى يوم أمس في مطار ابن بطوطة يسلط الضوء على الحاجة الملحّة لإعادة النظر في إدارة هذا المرفق، سواء من حيث تعزيز الموارد البشرية العاملة به، أو تحسين البنية التحتية وتوفير وسائل فعّالة لتنظيم تدفق المسافرين، بما يضمن احترام كرامتهم ويوفر تجربة سفر تتماشى مع تطلعاتهم.

مطار ابن بطوطة الدولي ليس مجرد نقطة عبور، بل هو انعكاس لوجه المدينة والبلد. إذا استمرت هذه المظاهر السلبية، فقد تصبح عائقًا أمام تحقيق الطموحات الكبرى التي ترتبط بجعل طنجة مركزًا رياضيًا وسياحيًا عالميًا. الحلول ممكنة، لكنها تتطلب إرادة حقيقية واستثمارًا ذكيًا في تحسين المرافق والخدمات بما يليق باسم المغرب ومكانته.

زر الذهاب إلى الأعلى