انطلاق فعاليات موسم مولاي عبد السلام بن مشيش

انطلقت اليوم الجمعة فعاليات الموسم السنوي لمولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم، الواقع بجماعة تزروت بإقليم العرائش، والتي حظيت وككل سنة بالتفاتة مولوية كريمة، حيث سلم وفد من الحجابة الملكية هبة ملكية إلى الشرفاء العلميين.

وتميز الاحتفال الديني بالذكرى السنوية لشيخ المتصوفة القطب مولاي عبد السلام بن مشيش، جد الشرفاء العلميين، بحضور غفير من المريدين والزوار، وكذا بعض المسؤولين المحليين والشخصيات الفكرية والدينية وضيوف المغرب من بلدان صديقة وممثلي بعض الطوائف الدينية بالمغرب، ووفد يمثل شرفاء القبائل الصحراوية بجنوب المملكة من أحفاد مولاي عبد السلام بن مشيش.

وتحيي نقابة الشرفاء العلميين هذه التظاهرة الروحية والثقافية ، التي يحج إليها آلاف الزوار من مريدي الطريقة المشيشية الشاذلية من مختلف بقاع العالم، حيث يتم تذكر سيرة القطب مولاي عبد السلام بن مشيش.

وتم بهذه المناسبة الروحية إقامة وصلات للسماع والمديح الصوفي، كما رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويمده بالنصر والتمكين، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

كما رفعت أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بأن يتغمد بواسع رحمته جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما.

وأكد نبيل بركة، ممثل نقيب الشرفاء العلميين عبد الهادي بركة، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “اليوم عيد يأتي فيه المريدون إلى مقر قطب التصوف في العالم الإسلامي مولاي عبد السلام بنمشيش، الذي أسس الطريقة المشيشية الشاذلية المنتشرة في كل الأقطار الأفريقية والعربية وببلدان المغرب الكبير”.

وتابع “نستقبل أيضا وفدا من إخواننا المنحدرين من الصحراء المغربية من أحفاد القطب مولاي عبد السلام بن مشيش لمشاركتنا هذه الاحتفالات، في رسالة سلام ووحدة ومحبة”، معتبرا أن هذا اللقاء هو تجديد لصلة الرحم مع كل المريدين في ربوع الوطن وخارجه بعد فترة الجائحة، وهو تكريس للرسالة الصوفية لمولاي عبد السلام بن مشيش للتعايش والانفتاح، عبر مشاركة ممثلين عن طوائف دينية أخرى.

في هذا السياق، أعرب مسير الكنيسة الكاثوليكية بطنجة، فراي إيميليو روتشا، في تصريح مماثل، عن سروره للمشاركة في هذا اللقاء الديني والاحتفال بقداسة الرب التي تتجلى في مخلوقاته، مشيدا بمشاعر الأخوة وروح الضيافة للشعب المغربي، الذي يشكل، بفضل القيادة الحكيمة لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نموذجا في المنطقة المغاربية لكيف يمكن لبلد أن يكون وفيا لجذوره الدينية وفي نفس الوقت يسير بثبات نحو الحداثة والازدهار.

وأكد استعداد الكنيسة الكاثوليكية لتقديم يد العون للمساعدة على تحقيق رفاه الشعب المغربي وازدهاره، مشيرا إلى أن “المسيحيين الكاثوليك يعتبرون أنفسهم مندمجون وجزء من المجتمع المغربي، على اعتبار أن جلالة الملك هو أمير لكل المؤمنين”.

بدوره، قال محمد علي الجوماني، ممثل وفد الأقاليم الجنوبية، إن زيارة هذا القطب الصوفي تحمل الكثير من المعاني والدلالات الروحية والدينية التي يعجز اللسان عن حصرها، ومن بينها الترحم على روح هذا الولي الصالح واستحضار القيم التربوية والصوفية التي كان يلقنها إلى مريديه، بالإضافة إلى تجديد صلة الرحم بين أبناء الأقاليم الجنوبية وأبناء عمومتهم بشمال المملكة المغربية.

بهذه المناسبة، كانت بعثة الحجابة الملكية قد أشرفت صباح اليوم الجمعة بمقر عمالة إقليم العرائش على تسليم هبة ملكية لفائدة عدد من الأسر المعوزة والأشخاص من ذوي الأمراض المزمنة. وتهدف هذه الالتفاتة المولوية إلى تقديم المساعدة للمستفيدين في مواجهتهم لتكاليف الحياة، وتخفيف المعاناة عن المرضى منهم.

كما تم في إطار الاحتفالات إقامة ندوة فكرية، بمشاركة علماء وأساتذة باحثين، حول “إسهامات المدرسة المشيشية الشاذلية في نشر القيم السمحة بين كافة الخلائق”، وتنظيم ليلة سماع ومديح من أداء فرقة المشيشية الشاذلية.

زر الذهاب إلى الأعلى