قضية مقتل “توباك” تطفو مجددا وتعيد للواجهة العنف في أوساط “الراب” الأمريكي

في السابع من شتنبر 1996، أطلق مسلحون النار في لاس فيغاس على توباك شاكور، أحد أبرز فناني “الراب” الأمريكي. أياما بعد ذلك، توفي مؤلف الأغاني الناجحة “دير ماما” و”كاليفورنيا لوف” و”تشينجز”، متأثرا بجراحه.
وبعد مرور 27 عاما، توشك خيوط لغز هذا الاغتيال أن تنكشف، مسلطة الضوء مرة أخرى على العنف الذي يسود أوساط موسيقى الراب الأمريكي، والتي غالبا ما ترتبط بعالم العصابات.
ورغم أن توباك لم يكن فنان الراب الأول وربما لن يكون الأخير الذي يتعرض لإطلاق النار، إلا أن ظروف اغتياله وعدم توجيه أي اتهام لسنوات طويلة غذت عددا كبيرا من الفرضيات والنظريات بشأن المتورطين في مقتله. فالبعض يتحدث عن التوترات بين الموسيقيين المنتمين إلى الساحلين الشرقي والغربي، فيما يمضي البعض الآخر إلى حد اتهام وكالات فدرالية بالضلوع في وفاته.
وفي بلد حيث تعد حوادث إطلاق النار أمرا شائعا وحيث يكفل الدستور الحق في امتلاك الأسلحة، انضم الفنان إلى قائمة طويلة من المشاهير الذين تعرضوا للقتل بالرصاص، ومن بينهم “دي-بوي رودريغيز” و”ستريتش” و”كاريزما”.
تم إطلاق أربع رصاصات على “توباك” أثناء قيادته للسيارة، وكان برفقته ماريون “شوغ” نايت، الرئيس التنفيذي السابق لشركة “دث رو ريكوردس”.
++ لغز اغتيال “توباك” على وشك الانكشاف
في شتنبر الماضي، تمت إدانة دوين كيث ديفيس (60 عاما)، الملقب ب”كيفي دي”، بتهمة اغتيال مغني الراب، بعد أن حجزت الشرطة نسخة من مذكرات كتبها بنفسه، ويفصل من خلالها نمط حياة العصابات، وعلى الخصوص مقتل شاكور.
وحسب الشرطة، فقد تم ارتكاب جريمة القتل بعد نزاع بين عصابتين في كومبتون، بولاية كاليفورنيا.
أوضحت الشرطة أن شاكور و”شوغ نايت” كانا ينتميان إلى عصابة “موب بيرو” في كومبتون، فيما كان ديفيس عضوا في عصابة “ساوثسايد كومبتون كريبس”، وقدمت المشتبه به على أنه العقل المدبر لاغتيال مغني الراب، انتقاما لهجوم على ابن شقيقه.
كان إنتاج تسجيلات سيد “الراب” بلا منازع في منطقة الساحل الغربي يتم من طرف شركة “دث رو ريكوردس”، وهي الشركة التي ارتبطت آنذاك بعصابة لوس أنجليس “موب بيرو”، التي كانت في حرب لفترة طويلة مع “ساوث سايد كومبتون كريبس” التي ينتمي إليها دوين ديفيس.
في مذكراته، تفاخر ديفيس، على الخصوص، بأنه كان “قائد” العملية الهادفة إلى القضاء على توباك ورئيس شركة “دث رو ريكوردس”، بعد أن انهال الرجلان بالضرب على ابن شقيقه قبل ساعات قليلة من جريمة القتل.
مطلع نونبر الجاري، دفع كيث ديفيس بأنه غير مذنب أمام محكمة في لاس فيغاس. وبموجب قوانين ولاية نيفادا، يتم توجيه الاتهام لأي شخص يساعد على ارتكاب جريمة القتل ويشارك فيها، وإن بشكل غير مباشر.
وأوضحت النيابة العامة أنها كانت تشتبه منذ فترة طويلة في تورط “كيفي د” في عملية الاغتيال، لكنها لم تتوفر على أدلة كافية لتوجيه الاتهام إليه.
++ أكثر من مجرد مغن لموسيقى “راب”
ارتبطت موسيقى “توباك” على الدوام بمشاكل المجتمع، إذ تتطرق كلمات الأغاني إلى مواضيع من قبيل عدم المساواة العرقية، والفقر، وعنف العصابات.
وتميزت حياته المهنية بمنافسة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، جمعته بمغني الراب الأشهر في الساحل الشرقي، “بيغي سمولز”. هذا الأخير، الذي كان أسطورة في مجال الهيب هوب، والذي ارتقى بشكل سريع إلى عالم الشهرة، لقي حتفه هو الآخر رميا بالرصاص في لوس أنجليس، عن عمر يناهز 24 عاما، بعد أقل من عام من مقتل شاكور. كما أن لغز مقتله يظل دون حل.
كانت لتوباك مشاركات أيضا في عالم السينما، إذ أدى دور البطولة في أفلام مثل “Above the Rim” و”Juice” و”Poetic Justice”.
وفي يونيو الماضي، حصل توباك على نجمته في “ممشى المشاهير” في هوليوود. يتعلق الأمر، في مقام أول، باعتراف بموسيقى هذا الفنان، الذي ألهم أجيالا من مغني الراب، وذلك في انتظار أن تنطق العدالة بحكم في قضية اغتياله. وإلى ذلك الحين، ستبقى موسيقى توباك خالدة في الأذهان.