لماذا “انكمش” حزب العدالة والتنمية بجماعة طنجة ولم يعد يعارض أحد.. هل خوفا أم تنازل مرحلي
في خضم التحولات السياسية التي تشهدها مدينة طنجة، يبرز التساؤل حول سبب انكماش حزب العدالة والتنمية بمجلس جماعة طنجة، وعدم معارضته للقرارات والإجراءات بنفس الشدة التي كان يمارسها سابقاً عندما كان في الأغلبية. فهل تكمن الإجابة في خشية الحزب من تحريك ملفات فساد قديمة أم أن هناك دوافع أخرى تتعلق بالخنوع والإذلال؟
عندما كان أحزاب الأغلبية اليوم في شق المعارضة، كانت معروفة بانتقاداتها الحادة ، وكانت تضع نفسها في موضع المعارضة الشديدة لأية قرارات أو إجراءات يتخذها حزب العدالة والتنمية. وكانت هذه المعارضة في كثير من الأحيان تحمل طابعاً حاداً وقوياً، ما خلق جواً من التوتر السياسي بين الحزب وأحزاب المعارضة.
لكن الوضع اليوم يبدو مختلفاً تماماً. فقد أصبح حزب العدالة والتنمية، الذي فقد موقعه القيادي في المجلس، أكثر تكتماً وأقل انتقاداً للأحزاب التي أصبحت الآن في الأغلبية. هذا التحول المفاجئ يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك الجديد.
من جانب، قد يكون هناك اعتقاد بأن الحزب يخشى من تحريك ملفات قديمة قد تضر بمصالح أعضائه وتعرضهم للمسائلة القانونية. هذا الخوف من الكشف عن تجاوزات سابقة قد يكون دافعاً قوياً لتخفيف حدة المعارضة وعدم الدخول في صراعات قد تفتح أبواب التحقيقات والفضائح.
من جانب آخر، قد يكون هناك عنصر الخنوع والإذلال يلعب دوراً في هذا التغيير. ففي السياسة، قد تكون هناك ضغوطات معينة أو تسويات خلف الكواليس تجعل من الضروري للحزب عدم التصادم مع السلطة الحالية. وهذا قد يشمل تقديم تنازلات سياسية أو دبلوماسية للحفاظ على مكانة الحزب وضمان استمراره في المشهد السياسي دون الدخول في مواجهة غير مجدية.
ما هو واضح أن المشهد السياسي في طنجة يشهد تحولاً ملحوظاً، حيث بات من الضروري على حزب العدالة والتنمية أن يعيد تقييم استراتيجيته. فبينما كانت المعارضة الحادة سلاحه الرئيسي في فترة سابقة، فإن الوضع الجديد يتطلب من الحزب أن يتبنى نهجاً أكثر توافقاً وتفاهماً، مع الحفاظ على توازنه ومصالحه في ظل الظروف الراهنة.
ويبقى السؤال حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية قد اختار استراتيجية الانكماش خوفاً من تداعيات الماضي أو أنه يواجه واقعاً سياسياً جديداً يتطلب منه التكيف والتنازل وكان بلاغه الأخير خير شاهد على ذلك. وستكشف الأشهر المقبلة عن المزيد من التفاصيل التي قد تفسر هذا التحول في السلوك السياسي للحزب !