جماعة طنجة توزع نحو 30 مليار سنتيم على “ميكومار” و”أرما” مقابل شوارع متسخة ومعدات بائسة

تجمع ساكنة طنجة على أن المدينة فقدت الكثير من بريقها على مستوى النظافة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك منذ أن تولت شركتا “ميكومار” و”أرما” المغربيتين التدبير المفوض لهذا القطاع، من “صوليمطا” الإسبانية و”سيتا بوغاز” الفرنسية، اللتان تلهمان ما يقارب 30 مليار سنتيم من خزينة الجماعة.

وأصبح العقد المبرم منتصف سنة 2021 بين جماعة طنجة وبين الشركتين، والذي يكلف المدينة إجمالا 297 مليون درهم سنويا، ورطة حقيقية بسبب الخدمات المتدنية التي أثرت على جمالية المدينة، وعدم الالتزام بمقتضيات دفتر التحملات، بالإضافة إلى تغيب بنود الاستثمار.

وتتقاضى شركة “أرما” 136 مليون درهم من جماعة طنجة نظير خدمات النظافة في مقاطعتي طنجة – المدينة والسواني، بينما تذهب 161 مليون رهم إلى “ميكومار” من أجل التدبير المفوض للقطاع على مستوى مقاطعي بني مكادة ومغوغة ومدة كلا العقدين هي 7 سنوات.

وبدأت الشركتان عملهما بأسطول وتجهيزات مؤقتة في عهد العمدة السابق محمد البشير العبدلاوي، ما أدى إلى تراجع سريع لخدمات النظافة في طنجة، وحتى بعد نهاية فترة 6 أشهر المخصصة للفترة الانتقالية أعطى العمدة الحالي منير الليموي الضوء الأخضر للشركتين للاستمرار في العديد من التدابير المؤقتة وتأجيل مجموعة من الالتزامات.

وحسب ما كشفت عنه مصادر جماعية لموقع “طنجة الآن”، فإن الشركتين قامتا مؤخرا بجلب العديد من التجهيزات الجديدة بعد 3 سنوات ونصف من توقيع عقد التدبير المفوض، وذلك ليس من أجل سواد عيون ساكنة طنجة، بل فقط في سبيل استباق المراجعة الخاصة بانتصاف مدة العقد التي ستشرف عليها وزارة الداخلية.

وإذا ما قمنا بمقارنة وضع النظافة في مدينة طنجة مع نظيره في العديد من المدن الكبرى في المملكة سنجد أنها آخذ في التدهور بشكل واضع للعيان، دون أن يدفع ذلك السلطة المفوضة ممثلة في الجماعة للتحرك من اجل إنقاذ المدينة من ركام الأزبال والمخلفات ومظاهر الحاويات النتنة المنتشرة في كل مكان.

وأصبحت المدينة متراجعة في معايير النظافة إذا ما قورنت بالعديد من مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة، مثل جارتها تطوان أو المضيق أو مارتيل، وحتى الحسيمة وأصيلة، وهو ما أصبح يلاحظه السياح الذين يختارون الشمال لقضاء عطلتهم.

والغريب أن تكاليف قطاع النظافة في مدينة الرباط، التي تتجاوز خدماتها بكثير ما نعاينه في طنجة، والتي أصبح يضرب بها المثل في الجمالية، لا تتعدى 260 مليون درهم، أي أقل من مدينة البوغاز بـ 37 مليون درهم.

وتتقاضى شركة SOS مبلغ 132 مليون درهم من جماعة الرباط، أما شركة “أرما” الموجودة في طنجة أيضا، فتتلقى مبلغ 127 مليون درهم فقط، وفي المقابل فإن أداء الشركتين معا أفضل بكثير وتعطيان وجها إيجابيا للعاصمة، ما يجعلنا نتساءل عن دور منتخبي مدينة البوغاز في كل ما يجري.

زر الذهاب إلى الأعلى