الخمسي يكشف كواليس مثيرة عن خمس فترات رئاسية لاتحاد طنجة في لقاء رمضاني مميز

في أمسية رياضية مميزة، احتضن رواق محمد اليوسفي بدار الشباب بطنجة، مساء الأحد 9 مارس، لقاءً تكريمياً ضمن فعاليات “رمضانيات طنجة الكبرى” في نسخته الرابعة، تم خلاله الاحتفاء بأحد أبرز الوجوه الرياضية في المدينة، محمد أزباخ الشهير بـ”الخمسي”، تقديراً لمسيرته الطويلة في خدمة كرة القدم الطنجاوية.
وجاء هذا اللقاء بمبادرة من مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، بحضور نخبة من الشخصيات الرياضية والإعلامية، من بينهم محمد الصمدي وعبد الحميد النقراشي، اللذان أدارا الجلسة الحوارية مع الخمسي، حيث تم استرجاع محطات هامة من تاريخ كرة القدم في المدينة، خاصة المتعلقة بنادي اتحاد طنجة، الذي لعب الخمسي دوراً محورياً في تسييره واكتشاف العديد من المواهب ضمن صفوفه.
وتحدث محمد الخمسي عن بداياته في عالم كرة القدم، مشيراً إلى أنه بدأ مسيرته في ملعب الشريف خلال أواسط الستينيات، قبل أن ينضم إلى نهضة طنجة عام 1970، وهي الفترة التي اعتبرها انطلاقته الحقيقية. وأضاف أنه خلال فترة عمله مع اتحاد طنجة، كان له دور كبير في اكتشاف المواهب المحلية، مؤكداً أن النجاح في كرة القدم لا يتوقف فقط على الجانب الرياضي، بل يشمل أيضاً التحصيل الدراسي، حيث كان حريصاً على مساعدة اللاعبين على إتمام دراستهم.
واستحضر الخمسي التحديات التي واجهها خلال مسيرته، مشيراً إلى أن أصعب لحظة عاشها كانت عندما كان اتحاد طنجة على وشك الصعود إلى القسم الأول عام 1981، حيث واجه الفريق عراقيل عديدة بسبب اعتماده على لاعبين محليين فقط، وهو ما لم يكن يروق لبعض الأطراف داخل المدينة وخارجها، حسب تعبيره. وأوضح أن الفريق تعرض لمؤامرات وتم تسليمه إلى جهات من خارج المدينة، وهو الأمر الذي رفضه بشدة، لكن ذلك أثر على النادي، الذي كاد أن ينحدر إلى القسم الثالث في تلك الفترة.
وخلال اللقاء، استعاد الخمسي بعض المواقف الطريفة التي عاشها، من بينها قصة “الجبن الأحمر” الذي كان يُقدّم كهدايا لبعض المسؤولين الرياضيين، وحكاية تدخل زوجة أحد الحكام لإقناعه بمساعدة فريق معين. كما تحدث عن العامل مولاي المهدي، الذي قال إنه كان مولعاً بكرة القدم، وكان يفرض على اللاعبين خوض المباريات حتى وقت السحور خلال شهر رمضان.
وفي سياق آخر، أشار إلى واقعة مع والي طنجة السابق، حيث قال إنه كان من أنصار الرجاء البيضاوي، ووعد اتحاد طنجة بمنحة مالية كبيرة في حال الفوز على الوداد، لكن بعد تحقيق الفوز، انقلب على الفريق بطريقة غير متوقعة، وهو ما دفعه إلى رفع شكوى إلى أحد الجنرالات، مما أدى إلى إنهاء الأزمة.
وعرف اللقاء تقديم عدد من الشهادات المؤثرة من لاعبين ومدربين سابقين، الذين أشادوا بما قدمه الخمسي لكرة القدم في طنجة، مؤكدين أنه كان من أبرز المسيرين الرياضيين في المدينة.
وفي ختام اللقاء، دعا رئيس مؤسسة طنجة الكبرى، عبد الواحد بولعيش، إلى توحيد الجهود للنهوض بالرياضة المحلية، مشدداً على أهمية توثيق تاريخ كرة القدم الطنجاوية حتى لا يُطوى مع مرور الزمن.