“قف أيها العامل لأصورك”.. سقطة أخرى لجماعة ليموري!

نشرت جماعة طنجة عبر صفحاتها الرسمية صورًا لعمال شركة “أرما” للنظافة وهم يقومون بمهامهم في تنظيف الشوارع لحمايتها من الفيضانات حسب الجماعة، في خطوة تبدو في ظاهرها إبرازًا لجهود الشركة في الحفاظ على نظافة المدينة، غير أن مضمون الصور كشف عن إخفاق إعلامي واضح يثير التساؤلات حول الأسلوب الذي تنتهجه الجماعة في الترويج لأعمالها.
الصور التي تم نشرها تعكس مشهدًا غير احترافي على الإطلاق، حيث بدا الأمر وكأنه “قف أيها العامل لأصورك”، بدلًا من التقاط صور تعبر عن العمل الحقيقي على أرض الواقع. عامل النظافة في الصورة يبتسم للكاميرا كما لو أنه في جلسة تصوير وليس في مهمة يومية تتطلب الجدية، وهو ما يجعل الرسالة التي حاولت الجماعة إيصالها تفقد مصداقيتها، بل وتثير السخرية بين المتابعين الذين توقعوا رؤية عمل ميداني حقيقي بدلًا من لقطات تبدو مصطنعة وغير واقعية.
إذا كانت الجماعة تهدف من خلال هذه الصور إلى إبراز نجاحاتها في تدبير قطاع النظافة، فإن النتيجة جاءت عكسية تمامًا، إذ تحولت إلى نموذج لفشل التواصل المؤسساتي، حيث لم يتم التركيز على واقع النظافة في المدينة بقدر ما تم التركيز على مشهد تمثيلي لا يعكس بأي شكل من الأشكال الواقع الذي يعيشه سكان طنجة يوميًا مع انتشار الأزبال في عدة أحياء وتأخر عمليات جمع النفايات في بعض المناطق.
الإعلام المؤسساتي يجب أن يكون قائمًا على نقل الصورة كما هي، وإبراز العمل بشكل موضوعي، وليس تقديم مشاهد أقرب إلى الدعاية منها إلى الحقيقة. سكان المدينة لا يحتاجون إلى صور مفبركة لعامل يبتسم للكاميرا، بل إلى رؤية نتائج ملموسة على أرض الواقع، وإلى سياسات تواصلية أكثر احترافية تعكس الجهود الفعلية المبذولة، بدلًا من محاولة الترويج لصورة مزيفة لواقع يعرفه الجميع.