من رخص لتشييد تجزئات فوق الآبار في الرهراه؟

أثارت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مدينة طنجة مخاوف سكان منطقة الرهراه، حيث أدت إلى تفاقم الانزلاقات الأرضية التي كانت قد بدأت في الظهور منذ فترة. ومع استمرار الأمطار لما يزيد عن أسبوع، تفاجأ السكان باتساع رقعة هذه الانهيارات بشكل وصف بالمخيف، مما جعلها تقترب بشكل خطير من التجزئات السكنية التي تضم مئات الأسر، مهددةً بكارثة محتملة في حال وصولها إلى العمارات.
السكان، الذين سبق أن نبهوا إلى هذا الخطر قبل موجة الأمطار الأخيرة، طالبوا السلطات المحلية بالتدخل الفوري لإيقاف أعمال البناء في المنطقة، خصوصًا أن استمرار أشغال تشييد العمارات السكنية فوق أراضٍ غير مستقرة قد يزيد من خطورة الوضع. كما شددوا على ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية لمعالجة هذه الانزلاقات، قبل أن تتحول إلى مأساة، لا سيما في ظل استمرار النشرات الإنذارية التي تحذر من تساقطات مطرية قوية مرتقبة في الأيام المقبلة.
وسط هذه التطورات، يتساءل الرأي العام عن الجهة التي منحت التراخيص لإنجاز مشاريع سكنية فوق أراضٍ معروفة بعدم استقرارها، وعن مدى احترام الدراسات التقنية والجيوتقنية التي تسبق عادة أي عملية بناء. وبينما تتفاقم الأوضاع، تظل المخاوف قائمة من تكرار سيناريوهات مأساوية سابقة، حيث كان التهاون في اتخاذ القرارات الصائبة سببًا في كوارث عمرانية دفع ثمنها المواطنون.