في ظل أزمة نفاذ الميثادون .. هل لاتزال أجناو المديرة الجهوية للصحة حاضرة بطنجة ؟

شهدت مدينة طنجة في الأيام الماضية حالة من الغليان بسبب أزمة نفاد مخزون ‘الميثادون’، المادة العلاجية الأساسية التي يعتمد عليها المدمنون الخاضعون لبرنامج العلاج البديل.

وقد خرج العشرات من هؤلاء إلى شوارع بني مكادة للاحتجاج على انقطاع هذا الدواء، حيث عمدوا إلى قطع الطرقات في تصعيد غير مسبوق، مما خلق حالة من الفوضى في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في المدينة.

وفي ظل هذه الأزمة المتفاقمة، تتجه الأنظار إلى المديرة الجهوية للصحة بطنجة، وفاء أجناو، التي يبدو أن حضورها في تدبير هذا الملف يكاد يكون منعدمًا. فرغم حساسية الموضوع، لم تصدر أي توضيحات رسمية من المديرية الجهوية للصحة بشأن الأسباب الحقيقية لهذا الانقطاع أو التدابير التي سيتم اتخاذها لتجاوز الوضع.

هذا الصمت زاد من حالة الاحتقان، إذ يشعر المرضى والمجتمع المدني بأن الجهات المسؤولة تخلّت عن التزاماتها تجاه هذه الفئة، التي تجد نفسها الآن في مواجهة انتكاسات خطيرة قد تعيدهم إلى دائرة الإدمان التقليدي بكل ما يحمله ذلك من تداعيات اجتماعية وأمنية.
الاحتجاجات التي اندلعت في بني مكادة لم تكن مجرد تعبير عن الغضب، بل حملت رسالة واضحة بأن غياب الميثادون لا يهدد فقط المدمنين بل المجتمع ككل. فمع انقطاع هذا العلاج، يعود العديد من المدمنين إلى استهلاك المخدرات التقليدية، مما يرفع نسب الجريمة والتعاطي العلني في الشوارع، ويزيد الضغط على الأجهزة الأمنية والصحية. وهذا ما جعل البعض يتساءل: أين هي المديرة الجهوية للصحة من كل هذا؟ ولماذا لم تبادر إلى تقديم حلول عملية قبل وصول الأزمة إلى الشارع؟
في الوقت الذي تتجاهل فيه السلطات الصحية الجهوية الوضع، يطالب المرضى والحقوقيون بتدخل مركزي عاجل لإيجاد حل لهذه الأزمة، عبر إعادة توفير الدواء بشكل مستعجل، وإرساء آليات تضمن عدم تكرار مثل هذه الأوضاع. كما أن غياب استراتيجية واضحة للتعامل مع ملف الإدمان على المستوى المحلي يطرح إشكالية أكبر حول مدى جدية المقاربة الصحية المتبعة، ومدى نجاعة السياسات المعتمدة في التعامل مع فئات تحتاج إلى دعم ورعاية خاصة.
في النهاية، يبقى السؤال معلقًا: هل لا تزال وفاء أجناو، المديرة الجهوية للصحة، حاضرة فعليًا في المشهد الصحي بالجهة، أم أن أزمة “الميثادون” كشفت غيابها عن تدبير القضايا الحيوية التي تمس شريحة هشة من المجتمع؟

زر الذهاب إلى الأعلى