خفوت دور مقاطعة السواني: سعيد أهروش يحنّ إلى ماضيه كتاجر في سوق كسبارطا أكثر منه رئيسًا لمقاطعة؟

تعيش مقاطعة السواني بطنجة حالة من الخفوت على مستوى الإنجازات والمردودية، في وقت كانت فيه تُعدّ من أقرب المناطق إلى قلب المدينة.
ويقف في واجهة هذه المقاطعة سعيد أهروش، الذي يُعتبر من الشخصيات البارزة في المجال التجاري، لكن يبدو أنه يحنّ إلى ماضيه كتاجر في سوق كسبارطا أكثر منه رئيسًا لمقاطعة تطالب بتطوير وتحسين خدماتها.
أهروش، الذي تولّى رئاسة المقاطعة في فترة شهدت تغييرات عديدة في المشهد السياسي المحلي، يبدو أنه لم يستطع مواكبة التحديات التي تواجه المقاطعة حاليًا.
فرغم قربها الجغرافي والاقتصادي من مركز طنجة، ما تزال السواني تعاني من ضعف في المردودية الخدمية، وغياب التأثير الفعلي في تحسين ظروف عيش السكان.
مقاطعة السواني، التي كانت تُعرف في الماضي بحيويتها التجارية، يشهد دورها اليوم تراجعًا ملحوظًا. فقد كان سوق كسبارطا، الذي ارتبط اسم أهروش ببعض أجنحته، من أهم الأسواق في طنجة، إلا أن هذه الذكريات لم تعد تعكس واقع المقاطعة اليوم. فبينما كان يُنظر إليه في السابق كتاجر ناجح استطاع أن يبني اسمه في السوق المحلية، يبدو اليوم بعيدًا عن أجواء التاجر المحنّك، وقد تحوّل دوره إلى مجرد رئيس مقاطعة غارق في الروتين الإداري، دون القدرة على إحداث الفارق المطلوب.
وقد شهدت المقاطعة، في عهد رئاسة أهروش، تراجعًا في العديد من القطاعات الحيوية، بما في ذلك النظافة، والبنية التحتية، والخدمات الاجتماعية. وبينما تبقى المقاطعة قريبة من قلب طنجة، تكاد المشاريع التنموية فيها تكون معدومة، والمشاكل اليومية للسكان تتزايد دون حلول جذرية.
ورغم الجهود التي يبذلها أهروش، فإن التحديات التي يواجهها في الواقع تفوق قدرته على التغيير. وربما يعكس هذا التراجع في الدور الذي تلعبه مقاطعة السواني التناقضَ بين ماضي التاجر الناجح ومستقبل الرئيس الذي يحاول جاهدًا إدارة مقاطعة تحتاج إلى رؤية جديدة وأفكار مبتكرة لتجاوز وضعها الحالي.