هل التقطت صورة الحمامي صباحًا أم بعد العصر؟

منذ أن اختارته صناديق الاقتراع ليرأس مقاطعة بني مكادة، اختار محمد الحمامي، المنتمي لحزب الاستقلال، أن يقطع الشك بالغياب. الرئيس، الذي من المفترض أن يكون أول من يلتحق بالمكتب وآخر من يغادره، يبدو أنه فهم المهمة الانتدابية على أنها عقد جزئي يبدأ بعد الزوال وينتهي قبل الغروب، وربما يُستكمل عبر تطبيقات الهاتف.
ففي الوقت الذي يتردد فيه المواطنون على مكاتب المقاطعة صباحًا لقضاء أغراضهم، يهمسون بسؤال بات مألوفًا : واش السيد الرئيس جا ولا مازال؟ والجواب غالبًا ما يكون مرفوقًا بابتسامة ساخرة من موظف فقد الأمل في رؤيته صباحًا.
ولعل أغرب ما في الأمر، أن الرئيس ظهر مؤخرًا في صورة من داخل مكتبه، جالسًا في وضعية المنتصر، وأمامه كومة من الملفات كأنها جبل أحد، مستعدًا لتوقيعها بكل “صرامة إدارية”. الصورة التي يبدو أن الهدف منها طمأنة الرأي العام على أن الرجل يعمل، لم تجب عن السؤال الحقيقي: واش هاد التصويرة تصوّرات مع التاسعة صباحًا ولا مع الرابعة ديال العشية؟
بعض الأعضاء في مجلس المقاطعة لم يعودوا يخفون تذمرهم، مشيرين إلى أن الرئيس، رغم فوزه بصناديق الاقتراع، فقد تواصله مع المكتب وصناديق البريد. أما سكان المقاطعة، فبدأوا يرون في الرئيس شخصية أسطورية تظهر في التوقيت ذاته الذي تُفتح فيه المقاهي الشعبية للجلوس بعد الظهر.
قد لا نعرف ما إذا كانت الملفات الموقعة قد خرجت من تحت يده قبل الزوال أو بعده، لكن الأكيد أن التوقيع على الالتزام الأخلاقي بالحضور لم يوقّع بعد.