عضو يفضح واقع السفريات داخل غرفة التجارة بطنجة

يتصاعد الجدل في أروقة غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بطنجة، عقب تفجر خلافات داخلية وُصفت بالعميقة، على خلفية سفريات حديثة نحو الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة الدنمارك، والتي كان يُفترض أن تدخل في إطار البعثات الاقتصادية الرسمية.

وأفادت مصادر مطلعة أن هذه السفريات، التي جرى الإعداد لها من طرف إحدى اللجان في كنف السرية، كانت سببًا في تصدع داخل الأغلبية المسيرة للغرفة، وتحولت إلى صراع صامت بين عدد من الأعضاء الذين انخرطوا في كواليس الضغط لحجز مقاعدهم ضمن الوفود المسافرة.

وسط هذا السياق المشحون، خرج ، أحد أعضاء الغرفة، لينتقد بشكل واضح ما وصفه بـ”العبث” في تدبير ملف السفريات في تدوينة فيسبوكية، معتبرًا أن ما يحدث اليوم لم يعد يتعلق بدبلوماسية اقتصادية حقيقية، بل بـ”سباق محموم نحو جوازات السفر والطائرات”، في غياب تام للشفافية وتكافؤ الفرص بين أعضاء الغرفة.

وأضاف عبد الغفور أن عددا من هذه السفريات يتم الترتيب لها في صمت مطبق، دون الإعلان عنها في الدورات الرسمية للغرفة، ودون إشراك كافة مكونات المجلس في اتخاذ القرار.

نفس العضو قال أن قسم العلاقات الخارجية يعيش ارتباكًا غير مسبوق بسبب الطلبات المكثفة من طرف عدد كبير من الأعضاء المنتمين إلى الأغلبية، والذين يرغبون في تمثيل المؤسسة الجهوية خارج المغرب.

وتُشير ذات المصادر إلى أن النظام التنظيمي للسفريات يتيح استرجاع مصاريف التنقل والإقامة من ميزانية الغرفة، وهو ما جعل هذه البعثات تتحول إلى مطمع حقيقي للعديد من الأعضاء، خاصة مع غياب معايير صارمة تضمن التوازن والموضوعية في الانتقاء.

وفي هذا الصدد، تحدثت مصادر متطابقة عن وجود ما بات يُعرف بـ”لوبي السفر” داخل الغرفة، مكون من أعضاء اعتادوا السفر المتكرر في بعثات سابقة، ويملكون أفضلية استباق المعلومة، وجهوزية الوثائق المطلوبة، ما يمكنهم من ضمان مقاعدهم بسرعة، في وقت يظل فيه باقي الأعضاء رهائن لمفاجآت اللحظة الأخيرة.

وقد بلغ التوتر ذروته، بعدما تقاطر عدد من الأعضاء على المكتب المعني بالسفريات، مطالبين بالكشف عن المعايير التي تم اعتمادها، ومهددين بالتصعيد إن استمرت الأمور في هذا المنحى “غير الشفاف”.

وتزداد المخاوف من أن يتحول هذا المسار إلى عرف غير قابل للتغيير، إذا لم يتم فتح هذا الملف على مستوى الرقابة والتدقيق، وترسيخ مبدأ الشفافية والمساواة في تمثيلية المؤسسة.

أما في ظل الوضع الراهن، فإن صوت العضو المذكور قد لا يكون الأخير، بل مجرد بداية لسلسلة مواقف قد تعيد تشكيل ملامح النقاش داخل واحدة من أبرز الغرف المهنية بالمغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى