المستشار بلخيضر يتسائل: لماذا يغيب العمدة ورؤساء المقاطعات أثناء زيارة الوالي التازي للمشاريع؟

أثار المستشار الجماعي بلخيضر حسن تساؤلات حارقة حول غياب مشهد نادر الحدوث في مدينة طنجة، يتمثل في ظهور رئيس جماعة طنجة إلى جانب رؤساء المقاطعات الأربع والوالي يونس التازي في زيارة ميدانية مشتركة للأوراش المفتوحة ومشاريع الأشغال التي تعرفها المدينة.
وقال المستشار، في تدوينة لقيت تفاعلاً واسعاً، إن ما يلاحظ في المدينة هو غياب التنسيق العملي والميداني بين مختلف الفاعلين الترابيين، رغم أن طنجة تعرف دينامية عمرانية ملحوظة، تستوجب تعاونا أوثق بين مختلف المتدخلين، وعلى رأسهم الجماعة والولاية والمقاطعات.
وأضاف بلخيضر أن الصورة التي يتطلع إليها المواطن الطنجي هي تلك التي تُظهر الجميع يشتغل كتلة واحدة، بنفس الأهداف ونفس الإيقاع، خدمة للمدينة وساكنتها، متسائلًا باستغراب: لماذا لا نرى مثل هذا المشهد في طنجة، على غرار مدن مغربية أخرى، حيث يُلاحظ هذا التنسيق الميداني بين المسؤولين؟
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن هذه الدعوة تعبّر عن إحساس متزايد لدى المواطنين بوجود نوع من التباعد بين المؤسسات المنتخبة والسلطات الترابية، خاصة حين يتعلق الأمر بتتبع الأشغال الكبرى أو المشاريع المتعثرة. كما أن غياب الزيارات الجماعية لمسؤولي المدينة يفتح الباب أمام التأويلات، ويفقد المشاريع عنصر الشفافية والوضوح في التتبع والمساءلة.
ورغم بعض المحاولات الفردية التي يقوم بها بعض رؤساء المقاطعات لزيارة الأوراش أو التواصل مع المواطنين، إلا أن التنسيق الجماعي يظل مطلبًا أساسيًا لتجاوز الاختلالات وتسريع وتيرة الإنجاز، وهو ما شدد عليه بلخيضر في حديثه، مؤكدًا أن اللحظة تستدعي تحمّل الجميع لمسؤولياته بروح من الانسجام والتكامل، عوض كل يغني على ليلاه.
دعوة بلخيضر ليست فقط تلميحًا لخلل في طريقة تدبير الشأن المحلي، بل هي أيضًا نداء صريح لرفع منسوب العمل الجماعي والتنسيق بين المسؤولين، حتى تكون طنجة في مستوى الانتظارات والطموحات، خاصة في ظل الرهانات الكبرى التي تنتظرها خلال السنوات القادمة، سواء على مستوى تنظيم التظاهرات الدولية أو استقطاب الاستثمارات.