هل يفتح مشروع “هيركيلوس” الباب أمام عبث الحرق والسطو على الملك الغابوي لطنجة؟

كشفت مصادر محلية عن تصاعد مخاوف عدد من الفاعلين البيئيين والمدنيين بمدينة طنجة، عقب انطلاق أشغال مشروع استثماري ضخم تحت اسم “هيركيلوس”، يُقام وسط غابة “اشراقة” الواقعة بضواحي المدينة.
الغابة التي سبق أن تعرضت لحرائق مثيرة للجدل منذ سنوات، باتت اليوم مسرحًا لأشغال التهيئة، ما أعاد إلى الواجهة اتهامات موجهة لأطراف تستغل شعار الاستثمار لتبرير التوسع العمراني على حساب الملك الغابوي.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الحريق الكبير الذي عرفته غابة “اشراقة” خلّف دمارًا واسعًا، وسط غموض رافق ظروف اندلاعه، وعدم تحديد المسؤوليات بشكل دقيق. وتفيد مصادر من المجتمع المدني أن وتيرة الحرائق التي طالت الغطاء الغابوي بطنجة خلال السنوات الماضية، كثيرًا ما فتحت الباب أمام تغيير تصنيفات عقارية وتحويل مجالات طبيعية إلى فضاءات للتجهيزات أو المشاريع الخاصة.
وقال فاعلون بيئيون إن إقامة مشروع “هيركيلوس” في غابة سبق أن طالها حريق كبير، دون فتح نقاش بيئي شفاف أو نشر دراسة أثر بيئي مفصلة، يمثل مسًّا خطيرًا بما تبقى من الرصيد الغابوي للمدينة، ويهدد بتكرار سيناريوهات سابقة من التدمير الممنهج للغطاء الأخضر باسم التنمية والاستثمار.
وأضافت ذات المصادر أن المشروع، وإن كانت تفاصيله لا تزال غير واضحة للرأي العام، فإنه يستدعي موقفًا حازمًا من السلطات، خاصة في ظل تزايد مؤشرات تسخير الحريق كأداة تمهيدية لتغيير معالم المجال الغابوي، ومن ثم استغلاله لأغراض عقارية.
ولم تُصدر الجهات الرسمية بعد أي بلاغ توضيحي يشرح طبيعة المشروع، ولا ما إذا تم احترام المساطر البيئية والقانونية المتعلقة بحماية المجال الغابوي، ما زاد من حدة الشكوك حول الجهة المستفيدة منه، والخلفيات الحقيقية الكامنة وراء إطلاقه في هذا التوقيت، وفي هذا الموقع بالذات.
ويطالب فاعلون مدنيون وحقوقيون بفتح تحقيق في حرائق سنتي 2019 و 2020، وكشف ما إذا كانت لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمشروع الحالي، إلى جانب دعوة السلطات إلى وقف الأشغال مؤقتًا إلى حين نشر كل المعطيات المتعلقة بالمشروع، وإشراك الرأي العام في النقاش حول مستقبل الغابة.