تتويج اتحاد طنجة بالبطولة الوطنية يفضح الليموري ومورو والحميدي

بينما كانت مدينة طنجة تحتضن المرحلة الحاسمة من نهائيات البطولة الوطنية للكرة الطائرة، والتي توّج خلالها فريق اتحاد طنجة بطلاً للمغرب بعد موسم استثنائي، غاب بشكل لافت مسؤولو المدينة عن واحدة من أبرز التظاهرات الرياضية الجماعية التي عرفتها الجهة هذا الموسم.

ففي الوقت الذي امتلأت فيه مدرجات قاعة الزياتن بالجماهير الطنجاوية، وعلى رأسها فصيل “هيركوليس” المعروف بدعمه اللامشروط لكل ما يرتبط باسم المدينة، وفي لحظة كانت تستدعي حضورًا رسميًا لممثلي المجالس المنتخبة لمؤازرة الفريق في مواجهته الحاسمة أمام الفتح الرباطي، لم يسجل أي حضور لعمدة المدينة منير الليموري، ولا لرئيس مجلس عمالة طنجة أصيلة أحمد الحميدي، ولا حتى لرئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة عمر مورو.

هذا الغياب الجماعي لمسؤولي المدينة عن الحدث أثار استياء واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، خصوصًا وأن الفريق الطنجي كان يخوض مباراة فاصلة للتتويج بلقبه الوطني الخامس، ليعزز سجله الذي يضم ألقابًا في كأس العرش وكأس السوبر، ويكرس مكانته كأكثر الأندية الطنجاوية تتويجًا في الرياضات الجماعية.

الرسالة التي تم تمريرها من خلال هذا الغياب لم تكن في محلها، بل بدت أقرب إلى تنصل غير معلن من دعم الرياضة، أو على الأقل ضعف في تقدير اللحظة وأهميتها. فالمجالس المنتخبة التي يُفترض أن تكون شريكة في تحقيق التنمية الرياضية بالمدينة، اختارت – مرة أخرى – الابتعاد عن الساحة، مكتفية بدور المتفرج عن بعد، أو بالظهور في مناسبات أقل عفوية وأكثر تنظيمًا، حين تكتمل ترتيبات الصورة وميكروفونات التغطية الرسمية.

وتطرح هذه الواقعة تساؤلات مشروعة حول علاقة المنتخبين بالرياضة المحلية: هل يُنظر إليها فقط كملف ثانوي يُستغل موسميا لأغراض انتخابية؟ وهل بات حضور المسؤولين رهينًا بوجود والي الجهة، دون أن ينبع من وعي ذاتي بواجب الدعم والتحفيز؟

والسؤال المطروح اليوم: هل سيستمر هذا الغياب في الحفل الذي من المنتظر أن يخصصه والي الجهة يونس التازي لتكريم فريق اتحاد طنجة؟ أم أننا سنشهد حضورًا مكثفًا في الصفوف الأمامية، وحرصًا مبالغًا على التقاط الصور التذكارية مع الأبطال؟

إن واقع الحال يكشف، مرة تلو الأخرى، أن العديد من المنتخبين الذين يتولون رئاسة المجالس في طنجة لا يضعون الرياضة ضمن أولوياتهم، بل يتعاملون معها كأداة ظرفية للمزايدة السياسية، أو وسيلة لإحراز مكاسب انتخابية ظرفية، دون أن يُترجم ذلك إلى حضور ميداني حقيقي أو دعم فعلي لمجهودات الأندية التي ترفع اسم المدينة عاليًا.

زر الذهاب إلى الأعلى