الأطباء البيطريون بالمغرب يؤسسون أول رابطة مهنية موحَّدة للدفاع عن المهنة ومواكبة تحديات الأمن الغذائي وتعزيز الصحة الحيوانية

شهدت مدينة مراكش، اليوم الجمعة، حدثاً بارزاً في مسار مهنة الطب البيطري بالمغرب، تمثل في الإعلان الرسمي عن تأسيس الرابطة البيطرية المغربية، وهي أول هيئة من نوعها تُعنى بالدفاع عن قضايا الأطباء البيطريين وتعزيز أدوارهم في حماية الصحة الحيوانية وضمان سلامة المنتجات الغذائية، في سياق التوجهات الوطنية نحو تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة.
وجاء هذا التأسيس بعد أشهر من النقاشات والمشاورات بين مهنيي القطاع، استجابةً لحاجة ملحة فرضتها الظروف الراهنة التي تعيشها المهنة، خاصة في ظل غياب إطار جمعوي موحد يُرافع عن مطالب الأطباء البيطريين في القطاعين العام والخاص، ويؤطر مشاركتهم في النقاشات المتعلقة بالسياسات العمومية المرتبطة بصحة الحيوان وسلامة الغذاء.
ويتكون المكتب التنفيذي للرابطة ومجلسها الإداري من كفاءات بيطرية وطنية راكمت خبرات مهنية وجمعوية معتبرة، واضعةً نصب أعينها هدفاً مركزياً يتمثل في النهوض بالمهنة وتثبيت مكانتها كرافعة أساسية من روافع الاقتصاد الوطني، ومكون رئيسي في منظومة الأمن الصحي والغذائي للمملكة. حيث تم انتخاب مكتبها التنفيذي ممثلا في الدكتور محمد أورايس، رئيسا، الدكتور غسان لمسيح، نائبا أولا للرئيس، والدكتور فاروق محمد فاضل، كاتبا عاماً للرابطة.
وفي تصريح للمكتب التنفيذي، أكدت الرابطة أن تأسيسها جاء استجابة لحاجة قطاعات إنتاجية كبرى لخدمات بيطرية فعالة تُقيَّم كجزء من مؤشرات الجودة والإنتاج، مشيرة إلى أن وجود هيئة مهنية فاعلة وموحدة من شأنه أن يسهم في تحسين أداء هذه القطاعات، ويعزز موقع المغرب كدولة رائدة في مجال السلامة الصحية على المستوى الدولي.
وأكد مؤسسو الرابطة أن من بين أهدافها الرئيسية، التعريف بمهنة الطب البيطري لدى الرأي العام وصنّاع القرار، المساهمة في تطوير منظومة التكوين والتعليم والتدريب الطبي البيطري، دعم البحث العلمي في مجالات الطب البيطري؛ الصحة الحيوانية والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، الانخراط في السياسات العمومية ذات الصلة، تمثيل مهنيي القطاع والدفاع عن مصالحهم في مختلف المحافل وتنظيم مبادرات اجتماعية وتضامنية لفائدة المنخرطين في الرابطة.
ورغم الأهمية الحيوية التي يكتسيها الطب البيطري في ضمان الأمن الغذائي وصحة الإنسان والحيوان، إلا أن المعطيات تكشف عن ضعف كبير في عدد المزاولين للمهنة بالمغرب، حيث لا يتجاوز عدد الأطباء البيطريين على الصعيد الوطني، في القطاعين العام والخاص، 2000 مهني فقط، ما يطرح تحديات كبرى أمام تغطية الحاجيات المتزايدة للقطاع.
ويرى المراقبون أن هذه المبادرة تشكل خطوة جريئة نحو هيكلة المهنة، وتعكس وعياً متزايداً لدى الأطباء البيطريين بأهمية التنظيم المهني، في أفق تعزيز حضورهم في المشهد التنموي الوطني، خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة في مجال الفلاحة وتربية المواشي.