بعد اقتنائه سكناً فاخراً في إسبانيا.. هل يستعد منير الليموري لمغادرة طنجة على خُطى فؤاد العماري؟

أثار الخبر الذي نشرته صحيفة “الصباح” حول اقتناء عمدة طنجة، منير الليموري، لسكن فاخر في منطقة “سوطو غراندي” جنوب إسبانيا، الكثير من التساؤلات حول دلالات هذه الخطوة، خاصة في ظل صمت العمدة وحزبه، الأصالة والمعاصرة، وعدم صدور أي نفي أو توضيح بشأن ما ورد.
في السياق السياسي المحلي، لم يبدُ هذا المستجد معزولًا عن تطورات أعمق. فمنذ أشهر، يعيش العمدة حالة من العزلة داخل المجلس الجماعي، بعد أن فقد تدريجيًا دعم أغلب مستشاريه، وتباعد نوابه عنه، وسط خلافات متفاقمة أدّت إلى شلل شبه كامل في عمل المكتب الجماعي.
ولم يكن الوضع داخل الحزب أفضل حالًا، إذ تعززت القطيعة مؤخرًا بعد استقالة محمد الحميدي، رئيس فريق “البام” بالمجلس، واستمرار تصدّع صفوف الحزب محليًا.
في هذا المناخ، يبدو أن خطوة اقتناء السكن الفاخر خارج المغرب قد لا تكون مجرد خيار شخصي معزول، بل قد تُقرأ ضمن استعداد هادئ لمغادرة المدينة بعد نهاية الولاية، على غرار ما فعله العمدة السابق فؤاد العماري، الذي اختار بعد انتهاء مهمته السياسية أن يستقر في إسبانيا ويغادر المشهد المحلي، دون ضجيج.
التشابه في المسار الحزبي بين الرجلين، والانتماء إلى نفس التنظيم السياسي، يجعل من هذا السيناريو احتمالًا قائمًا. فمنير الليموري، الذي صعد بسرعة إلى رئاسة المجلس، يبدو اليوم محاطًا بأسئلة كثيرة عن الأداء، والعزلة، والمصير السياسي، ما يفتح الباب أمام فرضية أن يكون قد اختار بدوره الطريق نفسه الذي سلكه سلفه: مغادرة هادئة، بعد ولاية صاخبة.
في النهاية، لا أحد يستطيع الجزم بما إذا كانت هذه الخطوة مجرد استثمار شخصي، أم مؤشراً على نهاية مرتقبة لمسار سياسي قصير، لكن إن قرر العمدة المغادرة بعد انتهاء ولايته، فلن يكون أول من يترك كرسي الجماعة… ويعبر إلى الضفة الأخرى.