لماذا ترفض إدارة Big Fun الاعتذار لعائلة صابرين رغم وضوح الخطأ؟

في الوقت الذي كان يُنتظر فيه من إدارة فضاء الألعاب Big Fun بطنجة أن تُقدم اعتذارا صريحا لعائلة الطفلة صابرين، بعد منعها من الدخول بدعوى أنها “تُخيف الأطفال”، اختارت الإدارة الهروب إلى الأمام عبر خرجات إعلامية مرتبكة وتبريرات متناقضة أثارت موجة من السخرية وأججت الغضب الشعبي بدل أن تُخففه.
فقد لجأت إلى بث مقاطع دعائية حاولت رسم صورة وردية عن الفضاء وكأن شيئا لم يقع، غير أن هذه المحاولة تحولت في نظر كثيرين إلى خطوة عبثية و”إهانة ثانية” للعائلة، كما وصفها والد صابرين الذي أكد في تصريح لـ”طنجة الآن” أن ابنته تعرضت لصدمة نفسية بعدما وُجهت إليها عبارات جارحة من قبيل أنها قد “تُخيف الأطفال”.
وأضاف أن القضية ليست مالية ولا مرتبطة بتعويض مجاني، بل هي مسألة كرامة واعتراف بالخطأ، كاشفا أن إدارة الفضاء عرضت عليه الاستفادة المجانية مقابل حذف تدوينته الأولى، وهو ما رفضه بشكل قاطع.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قوية وقاسية، حيث وُصفت تبريرات إدارة Big Fun بالمهزلة، واعتبر كثيرون أن تلك الخرجات الدعائية لم تفعل سوى مضاعفة الأزمة وتوسيع الهوة مع الرأي العام، فيما أطلق آخرون دعوات صريحة لمقاطعة الفضاء باعتبار ما حدث “تمييزا خطيرا في حق طفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وازداد الاستغراب حين ظهر أن المشروع الذي يقف وراء هذه الواقعة يمتلكه شابان لا يتجاوز عمر كل منهما 35 سنة وينحدران من مدينة الدار البيضاء، وهو ما كان يفترض أن يمنحهما حساسية أكبر في التعامل مع قضايا إنسانية كهذه، فإذا بهما يضاعفان حجم الأزمة برفض الاعتذار والإصرار على تبريرات مرتبكة.
القضية لم تعد حادثا معزولا ولا خلافا عابرا بين زبون وإدارة، بل تحولت إلى نقاش عمومي واسع حول غياب ثقافة الاعتذار في الفضاءات التجارية والخدماتية بالمغرب.
ففي الوقت الذي يُنظر فيه عالميا إلى الاعتذار باعتباره قيمة مضافة تعزز ثقة الزبناء وتعيد الاعتبار لصورة المؤسسة، ما زالت بعض المشاريع تراه ضعفا أو هزيمة، لتجد نفسها في مواجهة غضب مضاعف وخسائر على مستوى السمعة.
