أمام أنظار الباشا هشام.. مطعم يحتل زقاقاً وسط طنجة ويحوّله إلى قاعة طعام مفتوحة

يشهد شارع البوصيري في قلب طنجة وضعاً شاذاً يعكس حجم الفوضى التي استباحت شوارع وأزقة المدينة في السنوات الأخيرة، بعدما أقدم مطعم على تحويل زقاق ضيق يؤدي إلى عمارات سكنية إلى قاعة مفتوحة للطعام، عبر نصب طاولات وكراسٍ وسط الممر العمومي، في خرق صارخ للقانون واعتداء سافر على حقوق الساكنة.
هذه الصورة التي يعيشها السكان يومياً لم تعد حالة استثنائية، بل امتداداً لظاهرة تغلغلت في عهد باشا الدائرة الحضرية لطنجة المدينة، هشام صنيب، حيث تحولت الأزقة والفضاءات العامة إلى غنيمة يستولي عليها من يشاء دون رادع أو محاسبة.
السكان الذين وجدوا أنفسهم محاصرين وسط الضجيج والنفايات والروائح، يحذرون من الخطر الحقيقي على سلامتهم، إذ أن أي طارئ يستدعي تدخل الإسعاف أو الوقاية المدنية قد يصطدم بواقع الإغلاق التام للممر. ومع ذلك، تظل السلطة المحلية صامتة وكأنها غير معنية بما يحدث أمام أعينها.
أخطر ما في المشهد أن هذه الممارسات لم تعد تقتصر على مطعم هنا أو هناك، بل صارت عنواناً لفوضى عامة اجتاحت شوارع طنجة، من الكورنيش إلى الأزقة الرئيسية للمدينة القديمة، حيث غزت الطاولات والكراسي الملك العمومي أمام أنظار السياح والوافدين، في مشهد يختزل غياب الهيبة ويشكل وصمة عار على جبين المدينة وسلطتها المحلية.
اليوم، لم يعد السؤال مقتصراً على من يستولي على الممرات العمومية، بل على غياب أي إرادة لدى الباشا هشام صنيب في فرض النظام وتطبيق القانون. فطنجة التي يُفترض أن تكون واجهة المملكة السياحية والاقتصادية، تُترك لسيبة تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، لتصبح معاناة السكان وصمة تذكّر الجميع بأن سلطة القانون في هذه المدينة تراجعت لصالح نفوذ الفوضى والمصالح الضيقة.
