العدالة والتنمية في مؤتمر بطنجة يصفون أخنوش بـ”البزناز” ويحذرون وزير الداخلية.. ويشيدون باحتجاجات شباب “جيل زيد”

شهدت قاعة أحمد بوكماخ بطنجة، اليوم الأحد، افتتاح المؤتمر الإقليمي التاسع لحزب العدالة والتنمية بطنجة–أصيلة، وسط حضور سياسي لافت لعدد من التنظيمات الحزبية، باستثناء التجمع الوطني للأحرار الذي غاب عن الموعد، في وقت تحولت فيه الكلمات إلى منصة لمهاجمة الحكومة ووزارة الداخلية والمجلس الجماعي للمدينة.

عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، افتتح أشغال المؤتمر بخطاب ناري وجه فيه انتقادات مباشرة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، واصفاً إياه بـ”البزناز”، قبل أن يستدرك قائلاً: “أنا ما قصدتش أنه كيبيع المخدرات، قصدي أنه عارف منين يجيب الفلوس وصعيب يخرجها”.

وأضاف بلهجة ساخرة: “باش تجيب ناس من ماروكو مول وتعطيهم وزارة الصحة، هادي هي النتيجة”. كما وجه رسائل قوية إلى وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، معتبراً أن إشراف وزارته على الانتخابات الأخيرة لم يعد مقبولاً، مطالباً بإحداث لجنة مستقلة لضمان النزاهة. وقال بنكيران إن “المغاربة ما بقاوش يقبلو باللعب الانتخابي”، محذراً من أن أي محاولة للتحكم قد تعيد إلى الأذهان أجواء 20 فبراير في صيغة جديدة، قبل أن يختم قائلاً: “الحمد لله في المغرب كاين الملك اللي كيحكم، وماشي شي خناشيش من هاد الخناشيش”.

من جهته، ركّز محمد خيي، الكاتب الجهوي للحزب بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، على الوضع الاجتماعي المتأزم، مؤكداً أن احتجاجات “جيل زيد” لم تأت من فراغ، بل تعكس غضباً واسعاً وسط الشباب الذي يعيش انسداداً في الأفق. وقال إن هؤلاء الذين خرجوا إلى الشوارع كانوا أطفالاً خلال 20 فبراير، واليوم أعادتهم نفس الظروف إلى الاحتجاج، مشيراً إلى أن البطالة المرتفعة وانعدام العدالة الاجتماعية تمثل تهديداً حقيقياً للاستقرار. وأضاف أن الحكومة تمارس ما سماه “الكذب الممنهج” لتغطية واقع اجتماعي مأزوم، مؤكداً أن الأولوية ينبغي أن تكون لتشغيل الشباب وصون كرامتهم، لا للهروب إلى رهانات سطحية.

أما محمد بوزيدان، الكاتب الإقليمي للحزب، فقد اختار التركيز على تدبير الشأن المحلي بمدينة طنجة، متهماً المجلس الجماعي برئاسة منير ليموري بترك المدينة “تغرق في الظلام الدامس وتختنق مرورياً”، فضلاً عن الانقطاعات المتكررة للماء وتردي الخدمات الأساسية. وأكد أن طنجة تعيش مفارقة صارخة بين ملاعب عملاقة تُبنى للتفاخر وبين مستشفيات ومدارس تعاني هشاشة غير مسبوقة. وتوقف عند وضعية قاعة أحمد بوكماخ التي احتضنت المؤتمر، واصفاً إياها بأنها رمز للإهمال الذي يطال المرافق العمومية، كما أشار إلى التدهور الذي تشهده المدينة العتيقة رغم أهميتها السياحية. وانتقد بوزيدان ما اعتبره تضييقاً ممنهجاً على عمل المعارضة داخل الجماعة، قائلاً إن ممثلي البيجيدي يواجهون محاولات إقصاء متواصلة تعيق دورهم الرقابي وتقيد مشاركتهم في اتخاذ القرار المحلي.

وقد لفت الانتباه في هذا المؤتمر حضور ضيوف من أحزاب سياسية مختلفة، بينما غاب التجمع الوطني للأحرار عن المنصة، في خطوة فسرها مراقبون بتجنب الإحراج بعد ما وقع لأحد قيادييه في مؤتمر الاتحاد الاشتراكي بطنجة حين صفق على خطاب منتقد لرئيس الحكومة.

وبين بنكيران الذي هاجم أخنوش وحذر الفتيت من سيناريو 20 فبراير، وخيي الذي تبنى خطاباً اجتماعياً متضامناً مع الشباب المحتج، وبوزيدان الذي ركّز على اختلالات التدبير المحلي، بدا المؤتمر إعلاناً مبكراً لمواجهة سياسية انتخابية تحمل الحكومة والسلطات المحلية معاً مسؤولية ما وصفه الحزب بالغليان الاجتماعي وتراجع الثقة في المؤسسات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى