جماعة طنجة تراهن على “الكازينو” لجلب ما يفوق مليار و800 مليون سنتيم في سنة واحدة

تتجه جماعة طنجة إلى الاعتماد بشكل متزايد على مداخيل الكازينو كمورد جبائي رئيسي لإنعاش خزينتها، بعد أن حقق هذا القطاع عائدات غير مسبوقة قاربت 12 مليون درهم خلال الأشهر الماضية، وسط توقعات بأن تتجاوز مداخيله الإجمالية ملياراً و800 مليون سنتيم في سنة واحدة.
وتُظهر المعطيات المرتبطة بمشروع الميزانية المقبلة للجماعة أن الإيرادات المستخلصة من الرسوم المفروضة على أنشطة القمار أصبحت تمثل رقماً مهماً في بنية المداخيل المحلية، وهو ما يعكس توجهاً جديداً نحو توسيع قاعدة الموارد الذاتية عبر التركيز على الأنشطة ذات العائد المالي السريع.
وتشير التقديرات إلى أن هذا المنحى سيتواصل خلال السنوات المقبلة، في ظل عجز الجماعة عن تحصيل مداخيل كافية من الضرائب العقارية ورسوم المهن والخدمات، ما يجعل قطاع القمار أحد أبرز الموارد التي تراهن عليها الجماعة لتغطية تكاليف التسيير ومشاريعها التنموية.
غير أن هذا التوجه يثير نقاشاً متزايداً في الأوساط المحلية، بين من يرى فيه خياراً مالياً عملياً لتقوية موارد الجماعة، وبين من يعتبر أن الاعتماد على مداخيل أنشطة القمار يطرح إشكالاً أخلاقياً واجتماعياً يتنافى مع روح المرفق العمومي وأهداف التنمية المحلية.
ويرى مراقبون أن المجلس الجماعي يجد نفسه اليوم أمام معادلة صعبة بين الحاجة إلى موارد مالية إضافية من جهة، وضرورة الحفاظ على الاعتبارات القيمية والاجتماعية من جهة أخرى، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تستدعي رؤية واضحة في تدبير المال العام، تقوم على تنويع الموارد وتكريس الشفافية في صرفها.