تفاصيل حصرية حول رفع المنع عن اتحاد طنجة.. مليار سنتيم بتدخل الوالي والعمدة لتفادي عقوبة “الفيفا”

في معطيات حصرية حصلت عليها “طنجة الآن”، تتكشف خيوط عملية رفع المنع عن فريق اتحاد طنجة التي تمت خلال الأيام الماضية، والتي ستمكن النادي من تسجيل لاعبيه الجدد وإتمام انتداباته في الميركاتو الشتوي، بعد أزمة مالية خانقة كادت تعصف بمستقبله وتورط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في عقوبة دولية من الاتحاد الدولي “الفيفا”.
فقد تمت العملية بتعليمات وإشراف مباشر من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة يونس التازي، وبتنسيق محكم مع عمدة المدينة منير ليموري، حيث جرى إطلاق تعبئة واسعة في صفوف المنعشين العقاريين ورجال الأعمال المحليين، أسفرت عن جمع مبلغ مليار سنتيم تم تحويله مباشرة إلى العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية لتسوية ملفات النزاعات المالية العالقة ضد النادي.
كما تم دعم هذا المبلغ بمستحقات مالية كانت لاتحاد طنجة لدى العصبة، إضافة إلى منحة النقل التلفزي التي تنازل عنها الفريق مؤقتًا، لتوفير السيولة اللازمة التي سمحت برفع المنع بشكل رسمي، وتمكين النادي من تأهيل لاعبيه الجدد الذين ظلوا لأشهر يتدربون دون تسجيل قانوني.
هذه الخطوة جاءت في سياق التحرك العاجل لتجنيب الكرة المغربية فضيحة دولية، بعد أن وجه الاتحاد الدولي “الفيفا” مراسلة رسمية إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخصوص ملف الحارس هشام المجهد، تضمنت إنذارًا صريحًا بخصم 20 في المئة من المنحة السنوية المخصصة للجامعة إذا لم تُسوَّ مستحقاته في الأجل المحدد.
وأمام هذا الضغط، تحركت العصبة الوطنية برئاسة عبد السلام بلقشور بسرعة لتفادي العقوبة، وقررت تحمل أداء مستحقات اللاعبين الذين كانت لديهم أحكام نهائية قبل رفع المنع، على أن تُخصم المبالغ لاحقًا من الدعم الموجه للنادي.
وبالتوازي مع هذه الخطوات، أصدرت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بلاغًا رسميًا دعت فيه اللاعبين المعنيين إلى إرسال أرقام حساباتهم البنكية قصد تحويل مستحقاتهم مباشرة، وهو ما أكد أن العصبة تكفلت بالأداء مؤقتًا لتصحيح الوضع، في انتظار استرجاع المبالغ من مستحقات اتحاد طنجة.
لكن، وكعادته، حاول المكتب المسير للنادي الركوب على الموجة واستغلال الموقف لصالحه، عبر الإيحاء بأن رفع المنع تحقق بفضل مجهوداته، رغم أن جميع المعطيات تؤكد أن العملية كانت ثمرة تدخل مباشر من الوالي والعمدة والعصبة الوطنية لتجنيب الجامعة عقوبة محققة من “الفيفا”.
وتؤكد المصادر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها والي الجهة لإنقاذ اتحاد طنجة من أزماته المالية، إذ سبق له الموسم الماضي أن قاد عملية مماثلة مكنت من جمع نحو 700 مليون سنتيم من المنعشين العقاريين بالمدينة لإنهاء أزمة منع سابقة.
وبذلك يتضح أن الفريق يعيش منذ سنوات على وقع معالجات ظرفية وإنقاذات متكررة بدل حلول جذرية، فيما يواصل مكتبه المسير الاعتماد على تدخلات خارجية وركوب الموجات الإعلامية بدل تحمل مسؤولياته في التسيير المالي والإداري.