اجتماع مكتمل الصفوف لمكتب جماعة طنجة يثير تساؤلات حول توافقات خفية

في خطوة وُصفت بـ”النادرة”، استطاع منير ليموري، عمدة مدينة طنجة عن حزب الأصالة والمعاصرة، أن يجمع لأول مرة منذ مدة طويلة جميع نوابه ضمن اجتماع المكتب المسير، وذلك في إطار التحضير لدورة أكتوبر 2025 المقبلة. الاجتماع، الذي خُصص لاعتماد مشروع جدول أعمال الدورة، تحوّل إلى حدث سياسي بامتياز بعدما سجّل عودة أسماء كانت في خانة “الغاضبين”.
فقد حضر عادل الدفوف، النائب الذي غاب عن الاجتماعات السابقة لأشهر بسبب خلافات داخلية مع العمدة، سواء في تدبير شؤون المجلس أو على مستوى التباينات التنظيمية داخل الحزب. كما شهد الاجتماع أيضًا حضور عبد النبي مورو، النائب المعروف بدوره بتوتر علاقاته مع الرئيس، والذي دخل في خلافات عميقة وعلنية معه في محطات سابقة.
وخلال الاجتماع، أخذت الكلمة النائبة سمية العشيري عن حزب الاستقلال، حيث تحدثت بنبرة حادة عن الخلافات التي تعيشها الأغلبية، مؤكدة –بحسب مصادر مقربة من الجماعة– أن المكتب والأغلبية يجب أن يكونوا يداً واحدة. وأضافت أن من “العيب” أن تُسرّب أسرار المكتب إلى الخارج في خضم التطاحنات السياسية الداخلية، داعية إلى فتح صفحة جديدة بين مكونات الأغلبية لتجاوز مرحلة الشد والجذب.
من جانبه، دعا النائب الأول للعمدة، محمد غيلان، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، إلى طي صفحة الخلافات السابقة، والعمل بروح الفريق الواحد، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب المزيد من الانسجام والتعاون داخل المكتب.
عودة هذه الوجوه البارزة إلى طاولة المكتب، مرفوقة بخطابات تدعو إلى المصالحة الداخلية، فتحت الباب أمام تساؤلات مشروعة في الأوساط السياسية والإعلامية: هل يتعلق الأمر بصفقة سياسية جديدة جرى نسج خيوطها في الخفاء، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون توافقاً مرحلياً فرضته ضرورات دورة أكتوبر وما تحمله من نقط حساسة؟
ويرى متتبعون أن اجتماع المكتب المسير مكتمل الصفوف لا يُقرأ فقط كخطوة إدارية مرتبطة بإعداد جدول الأعمال، بل كرسالة سياسية تحمل في طياتها بوادر تقارب جديد أو هدنة ظرفية بين العمدة ومن كانوا في خانة معارضيه داخل المكتب. هذا التطور، مهما كانت خلفياته، يضع مسار الدورة المقبلة أمام امتحان خاص، حيث ستُختبر حقيقة هذا التوافق: هل هو صلب ومستدام أم مجرد هدنة قصيرة الأمد؟
وبينما يُنتظر أن يُعرض مشروع جدول الأعمال على أنظار أعضاء المجلس خلال الجلسة العمومية ليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، يبقى الأكيد أن “اكتمال النصاب السياسي” في اجتماع المكتب أعاد تسليط الضوء على ديناميات التحالفات والصراعات داخل جماعة طنجة، وعلى قدرة العمدة منير ليموري على إعادة ضبط توازنات مكتبه بعد أشهر من القطيعة والتوترات.