مطاعم السمك بميناء طنجة المدينة: حرب الزبائن تشتعل وسط فوضى أمنية وانعدام للنظافة وصمت مريب للسلطات

تحولت واجهة ميناء طنجة المدينة إلى مسرح لفوضى علنية تقودها بعض المطاعم المتخصصة في السمك، حيث تعيش المنطقة على وقع “حرب مفتوحة” بين هذه المحلات، هدفها الظفر بأكبر عدد من الزبائن، في مشهد بات يسيء لصورة المدينة ويعكس حالة من الانفلات الأمني والتنظيمي.
فبمجرد اقتراب الزوار أو السياح من الميناء، يجدون أنفسهم وسط فوضى عارمة، حيث يتنافس عدد من العاملين بالمطاعم – وغالبًا ما يكونون من ذوي السوابق القضائية، وبعضهم متعاطون للمخدرات بكميات كبيرة – على استقطاب الزبائن بكل الوسائل، بما في ذلك التهجم اللفظي وأحيانًا الاشتباكات الجسدية، وسط غياب تام لأي تدخل حازم من الجهات المعنية.
ولا تقتصر المشاكل على هذا الجانب فقط، إذ يعاني المكان من استغلال المحلات المجاورة المفتوحة بشكل عشوائي، والتي تشكل مأوى للجرذان والقطط، وتفتقر إلى أدنى شروط النظافة والسلامة الصحية، مما يزيد من خطورة الوضع البيئي والصحي في قلب الميناء.
علاوة على ذلك، تستمر بعض هذه المطاعم في نشاطها حتى ساعات متأخرة من الليل، متجاوزة كل القوانين التنظيمية المتعلقة بمواعيد الإغلاق، ما يؤثر سلبًا على راحة الساكنة والزوار على حد سواء، ويزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وما يزيد الطين بلة، أن بعض هذه المحلات أعيد فتحها رغم صدور قرارات قضائية سابقة بسحب رخص التسيير، مما يثير أكثر من علامة استفهام حول الجهات التي تسمح بهذا التجاوز الخطير.
وفي مقابل كل هذه الفوضى، لا يزال باشا الدائرة هشام صنيب متفرجًا، متجاهلًا كل الشكايات والنداءات المتكررة التي تطالب بضرورة ضبط الوضع وإعادة النظام إلى هذا الموقع الاستراتيجي الذي يشكل بوابة مهمة للمدينة.
ويطالب فاعلون محليون بفتح تحقيق شامل في هذه التجاوزات، وضمان احترام القانون والضوابط الصحية والأمنية، لحماية صورة ميناء طنجة المدينة واستعادة أجواء الأمان والراحة للزوار والسكان على حد سواء.