أحياء منسية في قلب بني مكادة… وصورة تُسائل عودة الحمامي إلى التسيير!

من بين آلاف الصور التي توثق واقع مدينة طنجة، تبرز لقطات من عدة أحياء منسية في مقاطعة بني مكادة كدليل صادم على التفاوت الصارخ بين ما يُقال في الخطابات السياسية، وما يُعاش على الأرض. بنايات عشوائية، طرق غير مهيكلة، أعمدة كهربائية وسط الأزقة، أسلاك متشابكة، وبيئة عمرانية تُنذر بانفجار اجتماعي قبل أن تنذر بأي تنمية.

هذه المشاهد ليست مجرد مناظر عابرة؛ إنها شهادات بصرية على فشل السياسات المحلية في واحدة من أكبر المقاطعات سكاناً بطنجة. والأدهى أن هذه الأحياء -والأمثلة كثيرة- توجد تحت وصاية مجلس ترأسه سابقاً محمد الحمامي، وعاد اليوم للواجهة رغم أن الصور وحدها تكفي لتبرير عدم أحقيته في الاستمرار أو العودة لتسيير شؤون المواطنين.

كيف يمكن لمنتخب أن يطمح مجددًا للمسؤولية، في حين أن الأحياء التي كانت تحت إشرافه ما تزال غارقة في الفوضى العمرانية والحرمان من البنيات الأساسية؟ هل يكفي الخطاب السياسي الفضفاض لتجاوز مشاهد كهذه؟ أين مشاريع التهيئة؟ أين الإنارة العمومية اللائقة؟ أين ممرات الراجلين، الصرف الصحي، والمساحات الخضراء؟ بل أين الكرامة الحضرية التي تستحقها ساكنة بني مكادة؟

هذه الصور تقول أكثر مما يمكن أن يقال في المداخلات داخل الدورات الجماعية. إنها تصرخ: كفى!، كفى من تجريب نفس الوجوه ونفس الأساليب، كفى من تحميل المواطنين نتائج عقود من التدبير المرتجل الذي لم يُنتج سوى مزيد من الهشاشة والتهميش.

العودة إلى التسيير مسؤولية، لكنها أيضًا أمانة. وإذا كانت هذه الأمانة قد خُذلت في الماضي، فإن من أبسط قواعد الأخلاق السياسية أن يُفسح المجال لوجوه جديدة، لرؤية جديدة، ولمن يملك الجرأة ليقول: نعم، هذه الأحياء مسؤوليتنا… وسنعيدها للحياة.

أما أن تُمنح الثقة من جديد لمن فشل في أبسط أساسيات التنمية الحضرية، فذلك ليس فقط استخفافاً بالساكنة، بل إهانة لروح المسؤولية التي يُفترض أنها تُبنى على المحاسبة لا على النسيان.

زر الذهاب إلى الأعلى