بعد تسريب تصاميم تشمل موقع المدرسة.. هل تبتلع أطماع وحوش العقار مدرسة واد المخازن؟

عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة بمدينة طنجة، بعد تداول تسريبات لتصاميم عمرانية تشمل الموقع الذي توجد فيه مدرسة واد المخازن التاريخية، ما أعاد إلى الأذهان محاولات سابقة لهدم هذا المعلم التربوي الذي يُعد من أبرز رموز الذاكرة التعليمية والحضرية للمدينة.
وتُعتبر المدرسة، التي تأسست سنة 1955، جزءًا من الهوية الثقافية والعمرانية لطنجة، حيث ساهمت على مدى عقود في تكوين أطر عليا في الدولة، وشكّلت فضاءً علميًا مرّ منه مئات التلاميذ الذين تقلّد عدد منهم مناصب بارزة في مختلف المؤسسات الوطنية.
ورغم أن مشروع هدمها كان قد فشل في مراحل سابقة، بعد أن رفض كل من الوزيرين السابقين سعيد أمزازي وشكيب بنموسى التأشير على أي قرار يؤدي إلى المساس بها، فإن ما يجري اليوم يوحي بوجود تحركات جديدة لإحياء المشروع بطريقة ملتوية، عبر تسريبات وتصاميم تُعرض تدريجيًا على الرأي العام في محاولة لتطبيعه مع فكرة تحويل الموقع إلى مشروع عقاري فاخر.
يقع هذا المعلم في نقطة استراتيجية وسياحية من المدينة، الأمر الذي جعله محل أطماع متكررة من قبل المنعشين العقاريين، الذين يرون فيه فرصة استثمارية مربحة، متجاهلين قيمته الرمزية والتاريخية، والدور الذي لعبه في مسار طنجة التعليمي.
إن ما يحصل اليوم لا يُمكن فصله عن سياق أوسع من الزحف الإسمنتي، الذي بدأ يطغى تدريجيًا على كثير من المآثر التاريخية والمعالم الثقافية في المدينة. ومع كل مشروع عقاري ضخم، يُطرح السؤال ذاته: إلى أي حد يمكن التضحية بتاريخ طنجة وهويتها مقابل أرباح آنية ومشاريع بلا روح؟
مدرسة واد المخازن ليست مجرد بناية مهجورة، بل هي ذاكرة حية وركيزة من ركائز المشهد التربوي والتاريخي المحلي، والسكوت عن هدمها يُمثل خسارة لا تعوّض.
