برافو لقائد الملحقة 20.. فمتى يتحرك باقي قُيّاد طنجة؟

ما قام به قائد الملحقة الإدارية 20 بطنجة مؤخراً من توقيف نشاط عدد من محلات بيع الدجاج بسوق الوردة، يستحق التنويه، لأنه برهن أن السلطات قادرة على التدخل لحماية صحة المواطنين من ممارسات غير قانونية وخطيرة.
الحملة التي أشرف عليها القائد، مرفوقاً بالقوات المساعدة وأعوان السلطة، أفضت إلى إغلاق محلات تذبح أطناناً من الدجاج يومياً في ظروف غير صحية وحجز كميات من اللحوم الملوثة، ما أعاد الثقة للمستهلكين.
لكن السؤال يبقى مطروحاً: متى تعمم مثل هذه الحملات على باقي الملحقات والأسواق الشعبية بطنجة؟ وكيف يُعقل أن تستمر بعض “الرياشات” في بث الروائح الكريهة، وجذب الحشرات، واستعمال مياه متسخة، في وقت يستعد فيه المغرب لاحتضان تظاهرات كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، ويقدّم نفسه بصورة بلد الملاعب العالمية والوجهة السياحية المرموقة؟
إننا لسنا ضد مهنة بيع الدواجن، بل بالعكس مع تنظيمها وضمان استمرارها في إطار يحفظ كرامة الباعة، لكن بشرط أن تُمارس وفق معايير نظافة صارمة وصورة حضارية تليق بالبلاد وتضمن سلامة المستهلك.
وقد نصّت الدورية المشتركة لوزارتي الداخلية والفلاحة لسنة 2019 على ذلك بوضوح: منع الجمع بين بيع الدواجن الحية وذبحها في نفس المحل، تحويل المحلات العشوائية إلى وحدات ذبح قرب مرخصة ومراقبة، وتزويد الأسواق ببنية تحتية تسمح بالمراقبة والتعقيم.
ما وقع في الملحقة 20 يجب أن يكون نموذجاً يحتذى، ورسالة إلى باقي القياد والباشوات بأن حماية صحة المواطن وصورة المدينة لم تعد تحتمل التساهل. فالتنظيم هو الكفيل وحده بتحقيق التوازن بين حق الباعة في ممارسة نشاطهم، وحق المواطنين في بيئة نظيفة وسليمة، وصورة مشرفة تليق بمغرب يُراهن على العالمية.
