بعد تهديد الفيفا بخصم 20% من منحة الجامعة.. العصبة تتدخل لإنقاذ الموقف ومكتب اتحاد طنجة يدّعي البطولة

أصدرت العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بلاغًا رسميًا دعت فيه اللاعبين الذين يتوفرون على أحكام نهائية ضد فريق اتحاد طنجة إلى إرسال أرقام حساباتهم البنكية قصد تحويل مستحقاتهم المالية، وهي خطوة غير معتادة في مثل هذه الحالات، جاءت تجنّبًا لفضيحة كانت تلوح في الأفق بعد أن وجه الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” مراسلة إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تخص ملف الحارس هشام المجهد، وتضمنت تهديدًا صريحًا بفرض عقوبة مالية على الجامعة تتمثل في خصم 20 في المئة من المنحة السنوية المخصصة لها في حال عدم تسوية الملف داخل الأجل المحدد.
وحسب مصدر مطلع، فإن العصبة برئاسة عبد السلام بلقشور، تحركت بسرعة وقررت تحمل مستحقات عدد من لاعبي اتحاد طنجة الذين كانت لديهم ملفات أو أحكام نهائية قبل قرار رفع المنع عن الفريق في الميركاتو الشتوي الماضي، في خطوة وُصفت بأنها استباقية لإنقاذ الموقف وحماية سمعة المنظومة الكروية الوطنية أمام “الفيفا”.
القرار، وفق نفس المصدر، جاء بعد أن تبين أن إدارة اتحاد طنجة لم تلتزم بتعهداتها السابقة تجاه العصبة والجامعة، وأن رفع المنع تم دون تسوية شاملة للوضعيات المالية العالقة، ما وضع العصبة في موقف حرج أمام الأجهزة الدولية، ودفعها إلى التدخل لتفادي خصم المنحة وضمان استقرار العلاقة بين الجامعة والفيفا.
العصبة، التي وجدت نفسها مضطرة لتحمّل ما لا يُفترض أن يكون من اختصاصها، اعتبرت المبالغ التي سيتم أداؤها سُلفًا مالية سيتم اقتطاعها لاحقًا من الدعم الموجه للنادي الطنجي، في وقت لا يزال فيه المكتب المسير للفريق غارقًا في صمته المعتاد، غير مبالٍ بحجم الأزمة التي كانت تهدد الجامعة والعصبة معًا.
ومع ذلك، لم يتأخر المكتب في عادته المعهودة بإتقان “الركوب على الأمواج”، فحاول أن ينسب لنفسه هذا التحرك ويقدمه كأنه ثمرة مجهوداته، رغم أنه لم يُقدّم أي مبادرة عملية لحل النزاعات، وظل ينتظر تدخل العصبة لإنقاذه من مأزق كان كفيلاً بجرّ الفريق إلى عواقب وخيمة.
ويرى متتبعون أن ما أقدمت عليه العصبة لم يكن سوى محاولة أخيرة لتفادي إحراج وطني وعقوبة مالية قاسية كانت ستمس الجامعة مباشرة، غير أن هذا التدخل كشف مرة أخرى عن ضعف إدارة اتحاد طنجة في معالجة التزاماته القانونية والمالية، وعن فجوة متزايدة بين الأندية المتعثرة والأجهزة الوصية التي تجد نفسها مضطرة مرارًا لإنقاذ الموقف عوضًا عن مسؤولي الفرق أنفسهم.
