الحرس المدني الإسباني يرخص باستعمال أسلحة حربية في مواجهة زوارق تهريب المخدرات بالسواحل الجنوبية

في تطور أمني لافت، قررت القيادة العامة للحرس المدني الإسباني الترخيص لوحداتها البحرية في الجنوب باستخدام أسلحة حربية (بنادق هجومية) خلال عملياتها ضد شبكات تهريب المخدرات النشطة على السواحل الجنوبية لإسبانيا المقابلة لشمال المغرب.

وقالت تقارير صحفية إسبانية إن هذا القرار جاء عقب تصاعد حوادث العنف التي تتعرض لها الدوريات البحرية خلال مواجهاتها مع مهربي المخدرات، بعدما أصبحت زوارق التهريب السريعة المعروفة باسم الناركو لانشات تعتمد على محركات قوية وأسلحة نارية لعرقلة عمليات المطاردة.
وفي إشارة لافتة، أكدت المصادر نفسها أن معظم هذه الزوارق تنطلق من السواحل الشمالية للمغرب، خاصة في محيط مدينة طنجة، قبل عبورها نحو الضفة الإسبانية عبر الممر البحري الفاصل بين القارتين.

ويسمح الترخيص الجديد باستخدام البنادق الهجومية في الحالات القصوى التي يكون فيها خطر مباشر على حياة عناصر الحرس المدني أو المدنيين، مع الالتزام بضوابط التناسب والضرورة القانونية في استعمال القوة.

وتشير المعطيات الأمنية إلى أن الواجهة البحرية الممتدة بين هويلفا وقادس أصبحت إحدى أكثر النقاط سخونة في المواجهة مع شبكات التهريب، حيث تتزايد المواجهات مع زوارق سريعة تنقل كميات كبيرة من الحشيش والكوكايين نحو الأراضي الإسبانية.

ويأتي هذا القرار بعد سلسلة حوادث دامية، أبرزها حادثة فبراير 2024 في منطقة بارباتي التي قُتل فيها عنصران من الحرس المدني بعدما صدمتهما زورق تهريب أثناء مطاردة بحرية، ما دفع السلطات إلى مراجعة أساليب التسليح والتدخل.

ويعتبر هذا الإجراء خطوة استثنائية تهدف إلى مواجهة “عسكرة” التهريب البحري الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى نشاط منظم وعنيف يهدد أمن السواحل الإسبانية والمغربية على حد سواء، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين لمراقبة الممرات البحرية المشتركة والتصدي للزوارق السريعة المحملة بالمخدرات.

زر الذهاب إلى الأعلى