شهر رمضان في المغرب بعيون الأجانب

مازال الجميع يتذكرون أجواء الفرح التي سادت يوم 25 مارس المنصرم بملعب ابن بطوطة بطنجة، حيث قام المشجعون المغاربة، بسخاء، بمشاركة “إفطارهم” مع المشجعين والصحفيين البرازيليين والأجانب الذين جاؤوا لتغطية المباراة الودية بين المغرب والبرازيل.

هذا الكرم الرمضاني ليس في واقع الأمر سوى واحدا من تجليات روح الضيافة والإحسان التي يتميز بها المغاربة، وتتجسد بشكل أكبر خلال الشهر الفضيل الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين والذي تتكاثر خلاله أعمال الخير.

وبالنسبة للأجانب، فإن معايشة تجربة رمضان في بلد مسلم تشكل فرصة مثالية لاكتشاف كرم المسلمين حول العالم، وخاصة المغاربة الذين لا يترددون في تحضير ما لذ وطاب للترحيب بزوار من جنسيات مختلفة، وتعريفهم بخصائص ومميزات شهر الصيام.

وهكذا، وعلى مدى شهر كامل، يعيش الطلبة الأجانب والسياح والمهاجرون وزوار المملكة من غير المسلمين، وعلى اختلاف جنسياتهم، تجربة غنية تسمح لهم بفهم أفضل لعادات المسلمين والمغاربة على وجه الخصوص.

وبالإضافة إلى مقاسمتهم وجبات الإفطار، يحاول العديد من الأجانب مشاركة المسلمين في صيام بضعة أيام من هذا الشهر المبارك.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت أوليفيا، وهي طالبة أمريكية جاءت إلى المغرب في إطار برنامج للتبادل الطلابي، إنها سعيدة للغاية لمعرفة المزيد عن الصيام والعادات والتقاليد التي تميز هذا الشهر المبارك في المغرب، موضحة أن “كل بلد مسلم يختلف نوعا ما عن الآخر”.

وأضافت أنه “على عكس ما قيل لي من قبل، يبدو الجميع مرتاحين وهادئين خلال شهر رمضان”، موضحة أن هذا الشهر يعرف انخفاضا في الضوضاء وحركة المرور.

وأبرزت الطالبة الأمريكية أنها كانت منذ صباها تبدي اهتماما متزايدا” “وفهما أفضل” لعادات وتقاليد العالم العربي الإسلامي بفضل أصدقائها الذين يسافرون حول العالم.

وبعد انتقالها إلى واشنطن العاصمة، حيث السكان أكثر تنوعا بكثير مما هو عليه في مسقط رأسها، وجدت أوليفيا صخبا غير عادي خلال شهر رمضان عندما كانت تسير بالقرب من أكبر مسجد في المدينة في طريقها إلى الكلية.

وتابعت “تذكرني مائدة الإفطار بعيد الشكر في الولايات المتحدة، عندما تتجمع العائلات الأمريكية حول الأطباق التقليدية، غير أن عيد الشكر يستمر لليلة واحدة فقط بينما يمنحنا رمضان الفرصة لتذوق الكثير من الأطباق لمدة شهر كامل!”.

ومن جهتها، أشارت نيا، وهي طالبة أمريكية تشارك في برنامج التبادل الطلابي نفسه، إلى أن ما سبق ولاحظته من إقبال ملحوظ للوافدين والأجانب المقيمين في عاصمة بلدها، خلال النهار على اقتناء الوجبات من شركات المقاهي والمطاعم العالمية الموجودة هناك.

وأضافت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “شاركت بالفعل في مأدبة إفطار في مسجد بالولايات المتحدة، حيث يأتي المصلون المنحدرون أساسا دول الشرق الأوسط ودول الخليج”، مشيرة إلى أنها “لاحظت أنهم أيضا بدأوا الإفطار بالتمر والماء، لكن الأطباق المعدة مختلفة تماما عن التي تناولتها بالمغرب”.

هكذا إذن، يعد الإفطار الرمضامي أكثر من مجرد دعوة لمشاركة تجربة أكل فريدة من نوعها في جو ودي. إنه درس رائع في التسامح ودعوة إلى الحوار بين الثقافات والأديان للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل وقبول الاختلاف بشكل أفضل.

 

زر الذهاب إلى الأعلى