18 ألف نسمة وطبيب واحد: معاناة سكان ملوسة مع نقص الخدمات الصحية

في قرية ملوسة، التي يقطنها أكثر من 18 ألف نسمة، يواجه السكان أزمة صحية حقيقية، حيث لا يوجد سوى طبيب واحد في المستوصف المحلي لتقديم الرعاية الصحية للجميع. هذا الواقع الصعب يشكل تناقضًا صارخًا مع الجوار المباشر لأكبر ميناء في شمال إفريقيا، “الميناء المتوسطي”، الذي يُعتبر من أهم المراكز اللوجستية والتجارية في المنطقة.
تعد ملوسة إحدى المناطق المحيطة بالميناء المتوسطي، الذي يُساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني ويُعتبر بوابة استراتيجية للتجارة بين إفريقيا وأوروبا. ومع ذلك، فإن سكان هذه المنطقة يعانون من نقص شديد في الخدمات الصحية الأساسية، وهو ما يعكس فجوة صارخة بين التنمية الاقتصادية والبنية التحتية الاجتماعية.
تقول مصادرنا، بأن الأوضاع الصحية في ملوسة تشكل تحديًا كبيرًا، حيث أن طبيبًا واحدًا لا يكفي لتلبية احتياجات آلاف السكان، ما يؤدي إلى اكتظاظ المستوصف وترك السكان أمام خيارات صعبة عندما يتعلق الأمر بالحصول على الرعاية الصحية. من المؤسف أن تكون منطقة حيوية بهذا الحجم، وعلى مقربة من ميناء يُعتبر فخرًا للتطور الاقتصادي المغربي، تفتقر لأبسط الخدمات الطبية التي تضمن حياة صحية وكريمة للسكان.
و تتعالى أصوات السكان الذين يطالبون بتعزيز الخدمات الصحية في منطقتهم، عبر زيادة عدد الأطباء وتوسيع نطاق الخدمات المتاحة في المستوصف المحلي. إنهم يرون أن تطور المنطقة لا يجب أن يكون مقتصرًا على البنية التحتية الصناعية والتجارية فقط، بل يجب أن يشمل تطوير القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
وفي ظل الأهمية الاقتصادية للمنطقة وموقعها الاستراتيجي، يبقى السؤال: لماذا لا يتم توجيه جزء من عائدات الميناء المتوسطي لتطوير الخدمات الصحية في ملوسة؟