طنجة .. افتتاح فعاليات مهرجان “باشيخ” للسنة الأمازيغية في نسخته الحادية عشرة

افتتحت، أمس السبت بطنجة، فعاليات مهرجان “باشيخ” للسنة الأمازيغية في نسخته الحادية عشرة، والذي تنظمه جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف”، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وشراكة مع مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة.
وتشكل هذه التظاهرة الثقافية والتراثية، المقامة على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “ربع قرن من العناية الملكية السامية بالأمازيغية”، تجسيدا للاحتفاء المتجدد بالهوية والتراث الأمازيغي الغني، وتأكيدا على أهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة، باعتباره منصة للتواصل الثقافي والتفاعل الاجتماعي.
في هذا السياق، أبرز شريف أدرداك، مدير المهرجان “العناية القصوى التي يوليها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين للأمازيغية، وتأكيده على أهمية البعد الأمازيغي في الهوية المغربية، وإرساء أسس أمازيغية منفتحة على باقي الثقافات المتعايشة بالمملكة”.
وتوقف أدرداك، في كلمة له بالمناسبة، عند دسترة المملكة الأمازيغية كلغة رسمية، إلى جانب اللغة العربية، والقرار الملكي باعتماد حرف تيفيناغ كحرف رسمي لكتابة اللغة الأمازيغية، وإطلاق قناة ناطقة بالأمازيغية، وإدماجها في المنظومة التربوية، وإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية.
بدوره، اعتبر منير ليموري، رئيس جماعة طنجة، أن السنة الأمازيغية تمثل جزءا أصيلا من تراثنا وهويتنا الثقافية المغربية، مبرزا ما يحمله إقرار يوم للاحتفاء بها من تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين يجسد فيه الأمازيغ ارتباطهم الوثيق بالأرض والإنسان.
ورأى الليموري أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية “ليس مجرد يوم رمزي، بل هو تعبير عن قيم الوحدة والتضامن والانتماء، ويعكس التنوع الثقافي الذي يميز المغرب كوطن تتعايش فيه مختلف الهويات والثقافات في إطار من التكامل والاحترام المتبادل”.
في هذا السياق، قال ليموري إنه “إيمانا منا بأهمية هذه الرسالة، وانخراطا في ورش تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، أعلن باسم مجلس جماعة طنجة عن اطلاق مجموعة من المبادرات في هذا الصدد سيتم الاعلان عنها قريبا”.
من جهتها، سجلت زهور أمهاوش، المديرة الجهوية لقطاع الثقافة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، أن “المهرجان هو مناسبة لاستحضار شموخ بلادنا في التدبير الخلاق للتنوع اللغوي والتعدد الثقافي ضمن أفق نهضوي يقوم على تحصين الحق والكرامة لكافة المواطنين، في إطار من المصالحة والتعايش والتنمية، الذي يرعاه بنظرة مستقبلية مستنيرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
وأكدت المتحدثة ذاتها على أهمية “انخراط المجتمع المدني في هذا التدبير الثقافي الخلاق هو تعبير عن إعادة ربط الصلات بجذورنا الثقافية من أجل العناية والإرواء”.
وذكرت بـ”انخراط الوزارة في المنظور المولوي للنهوض بالأمازيغية، عبر دعم ومواكبة المجتمع المدني في مختلف جهات المملكة، في الخطوات التي تستهدف الاحتفاء بالأمازيغية وحفظ موروثها الغني من التأليف والإبداع في مختلف حقولها الأدبية والفنية”.
في الإطار نفسه، استحضرت منال الشيهي، المديرة الجهوية لقطاع التواصل بالجهة، ما ينطوي عليه الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة من رمزية ثقافية وحضارية تعكس غنى الهوية المغربية ذات العمق التاريخي.
وسجلت أن هذا الاحتفاء “هو ليس مجرد تذكير بالماضي، بل فرصة لإعادة إحياء القيم النبيلة التي حملها أسلافنا عبر أجيال، والاعتزاز بالانتماء إلى تراثنا المشترك، وترسيخ لقيم الوحدة والتنوع الثقافي، الذي يجعل من الهوية المغربية هوية استثنائية”.
يشار إلى أن برنامج هذه السنة يتضمن معارض للمنتوجات الأمازيغية، ومعرض الفن التشكيلي، والكتب الأمازيغية، إلى جانب عروض لفن الهايت، وسهرة فنية.
كما يشمل البرنامج فعاليات من ضمنها ندوة وطنية بعنوان “الكتابة الأدبية ودورها في التعريف بالموروث الثقافي الأمازيغي لقبائل صنهاجة سراير”، وورشة عمل حول “إعادة تنشيط اللغة والثقافة للأقليات”، بمشاركة خبراء وباحثين مغاربة وأجانب.