تناقض يثير الجدل: إقصاء الإعلام المحلي واستقدام 120 مؤثرًا للترويج لملعب طنجة

مرة أخرى يجد الجسم الصحافي المحلي بطنجة نفسه في موقع الإقصاء والتهميش، بعدما منعت المؤسسات الإعلامية بالمدينة من متابعة أشغال وتهيئة ملعب طنجة الكبير الذي يقترب من الانتهاء استعدادًا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم. ففي الوقت الذي فُتح فيه الملعب أمام وفد ضخم من المؤثرين تجاوز عددهم 120 شخصًا من داخل المغرب وخارجه، رُفضت طلبات الصحافة المحلية بالحصول على ترخيص للتغطية أو التصوير.
المؤسف أن هذا الرفض لم يكن وليد اليوم فقط، بل هو نهج متكرر، حيث طالما قوبلت طلبات الإعلام المحلي لتغطية وتتبع ورش الملعب بالصد والتجاهل، وكأن هناك إصرارًا ممنهجًا على إقصاء المنابر المحلية التي تشتغل وفق قانون الصحافة والنشر وتؤدي واجباتها المهنية والقانونية.
الرسالة التي يطرحها هذا الوضع واضحة: لماذا تصر الجهة الوصية على رفض طلبات الصحافة المحلية في تغطية أشغال ملعب طنجة الكبير، في حين تمنح الأسبقية لمؤثرين لا يخضعون لأي إطار قانوني أو مهني؟ وهل يعقل أن يُقصى الإعلام الجاد من مواكبة مشروع رياضي وطني بهذا الحجم؟
وهنا يطفو سؤال جوهري: من يتخذ هذه القرارات العبثية والغبية، ومن يتحمل مسؤولية إقصاء منابر إعلامية كانت دائمًا شريكًا أساسيا في الترويج للمدينة ومنشآتها ومشاريعها؟ أليس تغييب الصحافة المحلية عن هذا الورش الكبير إمعانا في التهميش وضربًا لقيمة العمل الإعلامي المسؤول؟
