المغرب يغلق معابر سبتة ومليلية بشكل مفاجئ وسط صمت رسمي

نقلت صحيفة El País الإسبانية أن المغرب قرر وقف العمل في المعابر الجمركية التجارية مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، دون تحديد أي موعد لاستئناف النشاط، وذلك في وقت تتواصل فيه عملية “مرحبا” لعبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

القرار، الذي لم يُعلن عنه رسمياً من الجانب المغربي، أثار ردود فعل غاضبة في المدينتين، حيث اعتبر رئيس حكومة مليلية، خوان خوسيه إيمبرودا، أن “المعبر التجاري لم يعد قائماً”، مشيراً إلى أن الرباط أقدمت على الخطوة بشكل أحادي ومن دون أي تنسيق مسبق.

وزارة الخارجية الإسبانية حاولت التخفيف من وقع القرار، وأكدت أن الإجراء يرتبط بـ”ظروف مؤقتة” مرتبطة بفترة الذروة الصيفية، مبرزة أن الاتفاق بين الرباط ومدريد يتيح توقيفاً مؤقتاً لحركة السلع خلال الفترات الحساسة.

وحسب المعطيات الرسمية الإسبانية، فإن حركة العبور التجارية عبر مليلية شهدت تراجعاً تجاوز 20% مقارنة بصيف العام الماضي، في حين عبّرت كونفدرالية المقاولين في مليلية عن “استيائها”، معتبرة أن المعبر “يُفتح ويُغلق حسب إرادة المغرب”، ولا يرقى إلى المستوى الدولي المطلوب.

وفي وقت لم يصدر فيه أي توضيح رسمي من السلطات المغربية، تواصلت التحليلات في وسائل إعلام إسبانية، حيث رجّحت صحيفة El Confidencial أن يكون التوقيف مرتبطاً بسياق سياسي داخلي، من ضمنه استضافة الحزب الشعبي الإسباني، الذي يُدير المدينتين، لممثل عن جبهة البوليساريو خلال مؤتمره الأخير، إلى جانب ما تضمّنته الوثيقة السياسية للحزب من إشارات إلى إعادة النظر في العلاقات مع دول الجنوب، وعلى رأسها المغرب.

يُذكر أن المعبر الجمركي أعيد افتتاحه في يناير الماضي، بعد اتفاق جرى بين الرباط ومدريد في أبريل 2022، أعاد الدفء للعلاقات الثنائية بعد أزمة دبلوماسية حادة.

زر الذهاب إلى الأعلى