من هو “باشا السمك”؟.. الطنجاويون يتساءلون والعريس يُفضّل الأكل بلا حساب

منذ أن نشرت جريدة “الصباح” تحقيقًا حول شكايات من أصحاب مطاعم بطنجة، تتهم رجل سلطة برتبة باشا بابتزازهم للحصول على أطباق السمك الفاخرة دون مقابل، والمدينة لم تهدأ. السؤال الذي يتردد في المقاهي والمكاتب: من هو هذا الباشا الذي يتنقل بين الموائد كما لو كان في مهمة رسمية؟

الخبر، وإن لم يُسمّ الشخص المعني، أطلق العنان لتكهنات كثيرة. الجميع صار يفتّش في سجل الباشاوات، بينما ظل اسم واحد يتكرر في الكواليس: “العريس”.

العريس، الذي عقد قرانه مؤخرًا على سيدة أعمال تشتغل في مجال التدليك، داخل نفوذه الترابي، تحول إلى حديث المدينة، ليس فقط بسبب الزواج السريع بعد طلاق أم أولاده الثلاثة، ولكن بسبب ما رافق هذا الزواج من “امتيازات غير مبررة” في أعين كثيرين.

فالمعطيات المتداولة تشير إلى أن هذا العريس كان ينتظر هدية من رجل أعمال معروف في طنجة بلقب “مول البالون”، وعده بشقة فاخرة في إقامة راقية بطنجة البالية، نظير خدمات قدّمها له سابقًا. لكن، وكما هو معروف عن “مول البالون”، فإن وعوده ليست دائمًا مستقرة، فقد غيّر اتجاه الهدية عندما تعرّف على مسؤول إداري أكبر رتبة من العريس، وقرّر أن الشقة تستحق “منصبًا أثقل”.

ومع ضياع الشقة الأولى، لم يبقَ للعريس سوى اللجوء إلى منعش عقاري آخر، حصل منه على شقة جديدة بثمن وُصف بأنه “تفضيلي”، في صفقة أثارت تساؤلات حول تقاطعات المصالح بين النفوذ والإسكان.

وفي خضم هذه الروايات، خرج أحد الظرفاء بتفسير “تقليدي” للسلوك الغريب، قائلاً: “في المعتقد الشعبي المغربي، السمك يُعدّ مصدرًا للطاقة… وربما العريس كان فقط يستعد جيدًا لحياته الزوجية الجديدة!”

لكن، بعيدًا عن التهكم، يظل السؤال الجوهري مطروحًا: هل تحوّلت السلطة المحلية إلى امتياز غذائي وسكني؟ وهل يحق لرجل إدارة ترابية أن يفرض على أصحاب المطاعم تقديم وجبات مجانية، فقط لأنه يملك “الختم الأحمر”؟

وإذا كانت الجهات الوصية تفضل الصمت، فإن الشارع الطنجاوي يزداد يقينًا بأن الفساد لم يعد بحاجة إلى صفقات معقدة… يكفي صحن سمك، وشقة بامتياز.

في انتظار كشف الحقائق، يبقى السؤال الشعبي يصدح دون إجابة:
“آش خاصك آ العريس؟… شقة، وسمك، وشي منصب أعلى!”

زر الذهاب إلى الأعلى